غزة في قبضة الصراع الإيراني الإسرائيلي: آفاق السلام ومخاطر الإقصاء

غزة في قبضة الصراع الإيراني الإسرائيلي: آفاق السلام ومخاطر الإقصاء

أمد/ في مشهد إقليمي محتدم، لا تزال غزة تمثل إحدى أكثر الساحات هشاشة أمام التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل. فرغم أن الصراع بين الطرفين يدور غالبًا خارج حدود فلسطين – في سوريا ولبنان والبحر الأحمر – فإن تداعياته تصل سريعًا إلى غزة، التي ترتبط سياسياً وعسكرياً بالمحور الإيراني عبر حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
لقد تحولت غزة، في حسابات تل أبيب وطهران، إلى ساحة “رسائل غير مباشرة”، تتحرك فيها الأطراف حين تتعثر لغة الردع على الجبهات الأخرى. ولهذا، فإن أي وقف لإطلاق النار أو تهدئة بين إيران وإسرائيل لا تمر دون أن تترك أثرًا مباشرًا على القطاع المنهك.
علاقة حماس بالمحور الإيراني
منذ سنوات، استعادت حركة حماس موقعها داخل محور المقاومة، مستفيدة من دعم إيراني يعزز قدرتها على الصمود والمواجهة. ورغم محاولاتها تأكيد استقلال قرارها، إلا أن ارتباطها بالإقليم يجعلها أحيانًا جزءًا من الحسابات الكبرى، لا سيما حين تتصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران.
نتائج وقف إطلاق النار على غزة: بين الأمل والحذر
في حال التوصل إلى تهدئة مؤقتة أو وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل، فإن لذلك انعكاسات مباشرة – سواء إيجابية أو سلبية – على قطاع غزة:
أولًا: الإيجابيات المحتملة
خفض التوتر الميداني: ما يعني تقليل فرص التصعيد أو شن عدوان جديد على غزة.
تحسن إنساني نسبي: يسمح مرور المساعدات بشكل أسهل، ويفسح المجال لمشاريع إغاثية أو تخفيف محدود للحصار.
مساحة للمناورة السياسية: قد تستفيد حماس من فترة الهدوء لإعادة ترتيب أولوياتها داخل القطاع.
تهدئة إقليمية أوسع: وهو ما يفتح الباب أمام محاولات دبلوماسية لتحسين الوضع الفلسطيني.
ثانيًا: السلبيات المحتملة
استمرار الحصار البنيوي: فوقف النار لا يعني بالضرورة تغيير السياسة الإسرائيلية تجاه غزة.
إضعاف أدوات الردع: إذ قد تجد حماس نفسها معزولة نسبيًا عن المشهد الإقليمي حال تقليص النفوذ الإيراني.
تكريس الأمر الواقع: قد تستغل إسرائيل الهدوء لتعزيز الاستيطان وتهويد القدس دون مقاومة إقليمية.
تراجع الزخم الدولي: في غياب التصعيد، قد تنخفض وتيرة التضامن والضغط الإنساني على إسرائيل.
خلاصة:
ما بين تهديدات التصعيد وفترات التهدئة، تبقى غزة رهينة معادلات لا تصنعها وحدها. فكل هدنة بين اللاعبين الكبار تترك القطاع معلقًا بين الأمل والخوف. إن الفرصة الوحيدة التي يمكن البناء عليها هي في تحويل التهدئة المؤقتة إلى مسار مستقر لتحسين الواقع الإنساني، دون أن تُنسى الحقوق الوطنية تحت عباءة الهدوء المصطنع.