هل ستؤدي الضربة الأمريكية لإيران إلى توحيد العالم الإسلامي خلف إيران؟

هل ستؤدي الضربة الأمريكية لإيران إلى توحيد العالم الإسلامي خلف إيران؟

أمد/ الضربة الجوّية الامريكية على المنشآت النووية الايرانية ليست مجرّد ضربة عسكرية لمنع ايران من الاستمرار  في برنامجها النووي السلمي او العسكري المُفترض،

بل هي اعمق واشدّ دلالات من ذلك، فهي مؤشّر واضح وجلي وناصع البياض على ان امريكا واسرائيل لا تُريدان دولة عربية او اسلامية واقفة منتصبة،  تملك امكانيات صناعية وتكنولوجية وعسكرية تُفيدها وتفيد بها ومنها باقي دول العالمين العربي والاسلامي، وصولا إلى مرحلة من الاكتفاء الذاتي، وتقليل اللهاث والجري  وراء الغرب طلبا للتكنولوجيا والخبرات،

امريكا واسرائيل لا تُريدان دولا اسلامية ندّا لهما،  بنوع من الاستقلالية،

وانما تريدان قطيعا خانعا  تنهراه وقتما تشاء وتمد اصابعهما تحت صوفه لاستخراج ما تيسّر من التريليونات من الدولارات  بالشوالات،

بالنسبة لامريكا واسرائيل لا كوريا شمالية بين العرب والمسلمين،

لهذا كانت وأدت اسرائيل البرنامج النووي العراقي بقصفه في المهد،

وقامت بعدة غارات على مراكز ابحاث في سوريا السابقة،

كما انهما “شلّحتا” ليبيا القذافي من محاولات قدراته النووية، واصبح يُضرب به المثل في “قضية التشليح النووي”،

ومنذ سنوات واسرائيل وامريكا تطنطنان حيال البرنامج النووي الايراني، إلى ما وصلنا إليه من اتحاد اسرائيل وامريكا في ضرب المنشآت النووية الايرانية، رغم المفاوضات والمراوغات والخزعبلات والمداهنات الامريكية،

الآن العالم الاسلامي، وفي رحمه العالم العربي، يواجه هذه الحقيقة المُرّة، حقيقة ان امريكا واسرائيل تريد دولا اسلامية عارية إلا من ورقة التوت، “منزوعة المخالب والانياب”،

فهل سينصاع اكثر من مليار مسلم في مشارق الارض ومغاربها للهراوة الامريكية الاسرائيلي، أم ان هناك قول آخر وموقف آخر؟؟؟،

الامة الاسلامية ليس امامها إلا التكاتف والاصطفاف مع بعضها ونفسها وذاتها وإلى جانب إيران، قبل أن تندب حظها وتقول: “أكلت يوم أكل الثور الابيض!!!”،

ربما في دعوة باكستان بعض بصيص امل، إلى جانب قلق وخشية تركيا من ان يكون الدور عليها بعد ايران، عاملان محفّزان بين عوامل اخرى لنوع من الصحوة الاسلامية، إذا جاز التعبير، والوقوف مع نفسها للدفاع عن مقدراتها وشعوبها،

هذا ليس كلاما إنشائيا، بل يجب ان يكون موقفا عمليا جدّيا، وفعلا يجب البحث عن كوريا شمالية بين جنبات الوطن الاسلامي،

بالنسبة لاسرائيل وامريكا،  فان المسلمين جميعا في سلّة واحدة، لا تفرّق بين دولة واخرى، ولا حتى  من انتظم في طابور الولاء للولايات المتحدة والتطبيع مع اسرائيل،  اي ميزة او استثناء، ربما يكون في آخر الدور، لكنه موضوع على حبل الجرّار، على كلّ حال،

قال صحفي اسرائيلي متبجّح:

“لقد لعبنا ربع النهائي مع المقاومة في غزة وفزنا عليها، ونلعب نصف النهائي الآن مع ايران ونفوز عليها،  وسنلعب النهائي مع تركيّا وسنفوز عليها!!!”،

بناء على هذا وعلى كلّ ما تقدّم  وسلف: “هل ستلعب الامة الاسلامية بفريق واحد موحد ربع ونصف والنهائي مع امريكا واسرائيل وتفوز عليهما؟؟؟.

كاتب ودبلوماسي فلسطيني