لا تسيئوا فهمنا، لكن المسألة مُحرجة.

لا تسيئوا فهمنا، لكن المسألة مُحرجة.

أمد/ كتبت لي صديقة مكسيكية على الواتس آب تطمئن علي، خاصة بعد اندلاع حرب اسرائيل ايران، ومن الاكيد ان العالم اجمع يُتابع ما يجري، عندما تتعلّق الامور بالحروب،

شكرتها وقلت لها الحمد لله، واضفت: “بحرب واحدة، حرب غزة، كان الوضع صعبا، فما بالكِ بحربين؟؟؟!!!،

اجابت: “صعب جدا دون شك”،

اوردتُ هذه المُقدّمة حول تعاطف الناس معنا فيما نمرّ من حروب ومصاعب، ناس بعيدين عنّا جغرافيا، في العالم الجديد والعالم القديم،

لكن، وهنا ادخل في صلب الموضوع، ولا تفهمونا غلط، فهل نحن على مستوى هذا التعاطف الدولي معنا، أو هل نحن “نتعاطف مع انفسنا!!!”،

الموضوع الغريب العجيب، غير المقبول ولو بماء الورد مبلول، هو ما حصل في الثلاثة ايام السابقة من تدافع البعض الغشماء قليلي التقدير، كثيري الانانية، على محطات المحروقات والبنزين، تحت ذريعة واهية وهي نقص او قلّة المحروقات، وكأن حضراتهم، هؤلاء المتورطون في هذا العمل المُشين يذرعون البلاد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا كل يوم وكل ساعة وحين، لان الاعمال متوفّرة ومُزدهرة  وماشية “عال العال”،  مثل الساعات السويسرية، ولسنا في حالة حربين، وافضل شيء يفعله المرؤ هو ان “ينضبّ” في بيته وداره، “وييدير باله على صغاره”،

حصلت تدافعات ومشاحنات في محطات المحروقات في الخليل، عاصمتنا الاقتصادية، المعروفة في الصين اكثر من فلسطين نفسها،

كما حصلت اشكاليات وتعبئة أوعية بالبنزين والسولار من محطات في طولكرم، الامر الذي حدا محافظ المدينة إلى اغلاق المحطات، فارتاح واراح،

نحن كشعب فلسطيني في الضفة وقطاع غزة “بكفينا ما فينا”،  فلسنا طرفا في الحرب الاسرائيلية على ايران، واكثر ما نتأثر به ونشعر به هو هدير الطائرات المقاتلة الاسرائلية  الذاهبة لقصف ايران وتعبُرُ وتعتبر مجالنا الجوّي جزءا من مجالهم الجوّي،

او ربما رؤية  الصواريخ الايرانية وهي تبرق وتمر من سماء الضفة بعد سماء الاردن، وكذلك سماع “الدبدبات”، للصواريخ والصواريخ الاعتراضية المنطلقة لمعانقتها والتفجّر معا،

اذن يا سادة يا كرام ما الداعي إلى الاستنفار والتدافع والمشاحنات والعركات من اجل تنكتين من البنزين او السولار، والضفة مقفلة مُغلقة  بإحكام، “ولا روحة ولا جايّة”،

عجيب امر بعضٍ من ابناء جلدتنا يسبحون بالانانيّة وسوء التقدير وفي نقطتين من الماء،

يا سادة يا كرام، لا داعي لمثل هذه الامور وخاصة ان هناك ناس في قطاع غزة يتجمهرون من اجل  حفنة من الطحين في مراكز التوزيع الامريكية المنافقة، المصائد، ويخسرون حياتهم قبل او حين الحصول على حفنة من الطحين،

الله يهديكم وييهونها على هالشعب، ويا جماعة لا تفهمونا غلط.