بترايوس يكشف: مهلة ترامب لإيران تُخفي استراتيجية عسكرية دقيقة لتدمير “فوردو” وحماية مضيق هرمز – التفاصيل

بترايوس يكشف: مهلة ترامب لإيران تُخفي استراتيجية عسكرية دقيقة لتدمير “فوردو” وحماية مضيق هرمز – التفاصيل

أمد/ واشنطن – كشف المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) والقائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) ديفيد بترايوس، يوم السبت، أن الإنذار الأخير الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب لإيران، والذي حدد مهلة أسبوعين، يخفي وراءه خطة عسكرية مفصلة.

السبب الحقيقي وراء مهلة الأسبوعين

في مقابلة مع قناة “إيران إنترناشونال”، أوضح بترايوس أن هذه الفترة الزمنية الحرجة تهدف إلى تمكين الجيش الأمريكي من إكمال استعداداته في الشرق الأوسط لهجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية.

ووفقًا لبترايوس، فإن السبب الرئيسي للتأخير لمدة أسبوعين هو السماح لوصول حاملة طائرات أمريكية ثانية إلى المنطقة واستكمال نشر القوات.

وأكد أن هذا النشر سيمكن الولايات المتحدة من منع إيران من إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي 20% من إمدادات النفط العالمية.

وأشار بترايوس إلى أن تهديد إغلاق المضيق أثاره مؤخرًا إسماعيل خسري، القائد البارز في الحرس الثوري، الذي صرح بأن إيران تدرس إغلاق المضيق ردًا على العملية الإسرائيلية.

ولفت إلى أن مضيق هرمز كان محور أزمات سابقة مع إيران، حيث هددت طهران بإغلاقه عدة مرات، بما في ذلك في عام 2018 بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

حشد الكونغرس والتهديد بضربة “فوردو”

بالإضافة إلى الاستعدادات العسكرية، أوضح بترايوس أن البيت الأبيض يستغل هذين الأسبوعين أيضًا لحشد موافقة الكونغرس على العمل العسكري. وقال: “تتيح هذه الفترة إجراء مناقشات وجلسات استماع، وربما حتى التصويت على تفويض الهجوم”. وأضاف أنه إذا أوضح ترامب عدم وجود نية لهجوم بري وحدد أهدافًا واضحة، فمن المرجح أن يدعم الكونغرس هذه الخطوة.

وكشف بترايوس تفاصيل عن منشأة فوردو النووية، المخبأة في عمق جبل بوسط إيران، مشيرًا إلى أنها اكتُشفت لأول مرة عام 2009 عندما كان قائدًا للقيادة المركزية الأمريكية.

وقال: “وضعنا خطة هجومية مفصلة ضد البنية التحتية النووية الإيرانية، أجرينا تدريبات بالذخيرة الحية لضمان نجاحنا في تنفيذ المهمة، وأثبتنا قدرتنا على ذلك”.

وتساءل بترايوس عن عدد القنابل اللازمة لتدمير منشأة فوردو، مؤكدًا ثقته الكاملة في قدرة الولايات المتحدة على إتمام المهمة، حتى بدون استخدام القنبلة “المخترقة للتحصينات” التي تزن 14 طنًا. وأكد: “لدينا وسائل بديلة، وجميع هذه المعلومات متاحة للعامة”.

رسالة إلى القيادة الإيرانية ورؤية لمستقبل مختلف

وجه بترايوس رسالة مباشرة إلى القيادة الإيرانية، محذرًا من أن استمرار التحدي ورفض التخلي عن البرنامج النووي سيؤديان إلى “دمار شامل دون أي مكاسب استراتيجية”. وأضاف أن استمرار السياسة الحالية سيؤدي إلى مزيد من الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية الإيرانية، ويفاقم وضع الشعب الإيراني الذي يعاني أصلًا من عقوبات اقتصادية شديدة.

وقدم بترايوس رؤية بديلة لإيران، تتمثل في انتقالها من دولة ثورية إلى دولة تركز على التنمية الاقتصادية، والاستثمار في رأس المال البشري، واستغلال مواردها الطبيعية الغنية. واعترف بتعقيد تغيير النظام، مشيرًا إلى الإخفاقات السابقة في ليبيا والعراق واليمن. ومع ذلك، يعتقد أنه حتى داخل الحكومة الإيرانية، توجد قوى براغماتية مستعدة للتخلي عن طموحاتها النووية ودعمها للمنظمات المصنفة إرهابية مثل حزب الله والحوثيين.

في نهاية المقابلة، وجه بترايوس رسالة حادة إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي: “حان الوقت لفعل ما فعله أسلافكم في نهاية الحرب العراقية الإيرانية – أن تتجرعوا من كأس مسمومة، غيّروا المسار الآن، أو استعدوا للتدمير الكامل لأمن بلدكم وبنيته التحتية للطاقة وبرنامجه النووي”. الرسالة واضحة: فرصة التغيير قائمة، لكن نافذة الوقت تتضاءل بسرعة.