نتائج النزاع الإسرائيلي الإيراني وتأثيره على المنطقة: تحليل استراتيجي

نتائج النزاع الإسرائيلي الإيراني وتأثيره على المنطقة: تحليل استراتيجي

أمد/ في وقت ليس ببعيد ، كُنَّا أمام سيناريو تفتيت سوريا واستبدال نظام الأسد (شِيعِي) بنظام الجُّولاني (سُنِّي) ، كما سبقه إستبدال صدَّام حسين (سُنِّي) بنظام إبراهيم الجَّعفري (شِيعِي)..
السِّيناريو القديم الجَّديد ، هو أنَّنا قد نرَى اقتحام بَرِّي من قبل المعارضة الإيرانيَّة في أعقاب إغراق إيران بالهجمات الصَّهيوأمريكيَّة جوَّاً وبحراً ، وضرب البُنى التحتيَّة والأمنيَّة والإستراتيجيَّة (القدرات النَّوويَّة والبيولوجيَّة) ، وإغتيال أكبر عدد من قادتها العسكريين والأمنيين ، والعمل النَّشِط من قبل خلايا نائمة جنَّدها الموساد منذ زمن بعيد لتشغيل مسيَّرات حاملة للصَّواريخ لتوجيه ضربات إستباقية لمواقع أمنيَّة وإستراتيجيَّة حسَّاسة في العمق الإيراني ، لتهيئة السَّاحة الإيرانية للخطوة القادمة ، فتستكمل بعدها المعارضة مهمَّة إسقاط الحكم الشِّيعي بقيادة الإمام الحالي لإيران “السَّيد علي الحسيني الخامنئي”.
[يشغل منصب المُرشد الأعلى للثَّورة الإسلاميَّة الإيرانيَّة منذ 4 يونيو 1989] .
في المقابل ، تعمل إيران على استنزاف القدرات الدِّفاعيَّة الإسرائيليَّة بعمليات الضَّرب الصَّاروخي والمسيَّرات ؛ من أجل الوصول إلى فتح السَّماء الإسرائيليَّة، واستخدام إيران سلاحها التَّكتيكي المتميِّز -وهو المسيَّرات- باعتباره دقيقاً من ناحية ، وأقل تكلفة وتأثيراً على مستوى إثارة الرَّأي العالمي ، مع مساندة بصواريخ باليستيَّة وفرط صوتيَّة حسب ما تقتضيه الحاجة .

أمَّا عن حسابات روسيا والصِّين كحلفاء لإيران فهي ليست بسيطة ؛ فالصِّين وروسيا لا تريدان أن يشتعل العالم ، وإنما تريدان أن تحقِّقا أهدافهما بتغيير الوضع العالمي القائم على اساس القطب الواحد المتمثِّل بأمريكا ، وإستغلال هذا الموقف الصَّهيوأمريكي المتَّجه بقوة نحو الحرب لتحرزا نقطة متقدِّمة على حساب أمريكا كوسيطيّ سلام في المنطقة ، وبالتالي العمل على احتواء أي اندفاع إيراني لتفجير المنطقة لكسب الخليج ، وبالتالي المحافظة على موطِئ قدم هناك .
الخاتمـــة :
بذريعة القضاء على النَّووي الإيراني وحفظ أمن الإقليم ، كما كان سالفه القضاء على النَّووي العراقي 1981 ، ثم بعدها القضاء على النَّووي السُّوري 2007 ، يُعاد ذات المشهد بذات الحُجَّة ، وتُستنفر أمريكا وأوروبا ، وتتكوَّن أحلاف جديدة ، وتختلط الأوراق ، ويمارس نتنياهو لعبته المفضَّلة “الهروب للأمام” ، فيهرب من جحيم غزَّة ، ليقفز إلى لبنان تارة ، وإلى سوريا تارة ، وإلى اليمن تارة ، ويتوسَّع بعدها تارة أخرى فيضرب إيران على خلفيَّة القضاء على محور المقاومة ، ولكن !! وفق مجريات الأحداث ، يبدو أنَّ قفزته الأخيرة نحو إيران لم تكن محسوبة جيِّداً ، وعلى العرَّاب الأمريكي “ترامب” أن يقوم بنجدته قبل فوات الأوان..
فهل نحن أمام استبدال نظام الحكم بإيران ليصبح (شِيعِي مُعتَدِل) أم (سُنِّي مُطَبِّع) ويدور في فَلَك النِّظام العالمي الصَّهيوأمريكي كما سابقيه من الإبراهيميين الجُّدد؟!
وهل بهذا الإستبدال ، نحن أمام إكتمال الجزء الشَّرقي من مملكة داوود “إسرائيل الكبرى” ، ليلتف بعدها “نتنياهو” جنوباً باتجاه اليمن “أصعب المعارك” ، ثم الخليج والسُّعوديَّة ، ثم غرباً باتجاه مصر والسُّودان ودول المغرب العربي ليكمل ذات المهمَّة؟!
وهل بهذا الإستبدال تنتهي فصول القضيَّة الفلسطينيَّة مرَّة وإلى الأبَد ، أم نحن أمام سبناريو الزَّوال الأخير للكيان الصَّهيوني؟!
ننتظر ونرى مآلات ذلك…