دروس الحرب الإسرائيلية ضد إيران

دروس الحرب الإسرائيلية ضد إيران

أمد/ حرب اسرائيل على إيران، بعيدا عن موقفنا كمتضررين فلسطينيين من سياسة هذا البلد التي نحملها مسؤولية رئيسية، بعد المسؤولية المباشرة لإسرائيل، في تأخير قضيتنا الفلسطينية وتدمير غزة وتجويع شعبها
هذه الحرب درس هام لكل الدول في الاقليم
اي دولة في الاقليم تمتلك اي من عناصر القوة الديمغرافية أو الاقتصادية أو العلمية والعسكرية عرضة للاعتداء عليها من إسرائيل حتى ولو كانت على علاقة طبيعية مع إسرائيل أو حتى لا تكن لها العداء حاليا.
إسرائيل لا تريد ولا تقبل اي دولة قوية في الاقليم خوفا من:
١. أن تنافسها على مقدرات المنطقة، أو
٢. قد تكون عدوا محتملا لها مستقبلا لأي سبب موضوعي، بسبب روابط القومية أو الدين أو التنافس السياسي والاقتصادي.
على دول الإقليم الرئيسية والقوية في الاقليم، بدءا بمصر وباكستان ووصولا الى الجزائر والعراق مرورا بالسعودية وتركيا وليس انتهاء باي دولة تفكر أن تمتلك اي من عناصر القوة، أن تعي درس الحرب على إيران لمصلحتها ومصلحة شعوبها.
لن تقبل إسرائيل دولة قوية ديمغرافيا في المنطقة، دون أن تحاول تفكيكها إلى قوميات واثنيات، ولن تترك دولة غنية ومتقدمة علميا أن تبني اقتصاد قوي ومستقل وتمتلك قوة التكنولوجيا دون أن تحاول ان تعيق ذلك وتمنعها منه.
لا يمكن لإسرائيل أن تتراجع عن هذه الايدلوجيا وهذه الممارسات الا في حالة التخلص من فكر الاحتلال والضم والهيمنة وغطرسة القوة والايمان بالسلام الحقيقي القائم على حقوق متساوية للشعوب، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في السلام والدولة.
هذا لن يحدث طالما هناك احتلال إسرائيلي للارض الفلسطينية والعربية في المنطقة يغذي التطرف اليميني في إسرائيل.
يجب تكسير مخالب إسرائيل اليمينية، من خلال فرض عليها القبول بالسلام، القائم على إنهاء الاحتلال اولا ، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في الاستقلال والدولة، دون ذلك ستبقى إسرائيل خطرا مباشرا وخنجرا مغروسا في خاصرة كل دول الإقليم تمنع تقدمها وريادتها وتهدد استقلالها ووجودها.