أُكلتُ في اليوم الذي تناول فيه الثور الأبيض من جنوب لبنان إلى طهران.

أمد/ اسرائيل كانت تُمنّي نفسها، منذ سنوات، ان تفعل ما فعلته فجر يوم الجمعة الماضي في غارتها على
طهران وضواحيها،
لكنها لم تكن قادرة، رغم تخطيطها ونيّتها ورغبتها الدائمة،
لان المقاومة اللبنانية كانت تقف سدّا املمها وخطّا دفاعيا عن ايران،
وقد استطاعت اسرائيل في حربها على لبنان من تكسير المقاومة اللبنانية، واغتيال السيد حسن نصر
الله،
وهذه كانت “الطاقة” التي نفذت منها أسرائيل للوصول إلى طهران وقصفها باريحية ودون قلق على
جبهتها الداخلية،
ايران، ورغم امكاناتها، إلا انها عانت من عدم فعالية عجيبة غريبة في دفاعاتها ضد الطائرات
الاسرائيلية المغيرة،
وعانت ايضا من اختراقات في جبهتها الداخلية وصل إلى حد ان تُطلق مجموعات من عملاء
الموساد مسيّرات على ايران من داخل ايران!!!،
هذا إلى جانب انكشاف قياداتهم العسكرية وعلمائهم النوويين مما سهّل لاسرائيل “تحييدهم” في
الساعات الاولى من هجوم فجر الجمعة المباغت،
كلّ ما قامت به وتقوم به ايران بعد قسوة الضربة الاولى هي “عملية ترقيع” على عجل لوضعها
العسكري والميداني، ومحاولة التقاط الانفاس من حين لاخر، تحت النار وتحت الضربات المتلاحقة
المتواصلة للمقاتلات الاسرائيلية، التي تُغطي كافة مساحات الاراضي الايرانية!!!،
ايران تقاتل وحدها بلا مساعدة من جبهات مقاومة ضُربت على مدى الاشهر الاخيرة،
كما انه يبدو ان جبهتها الداخلية، الحاضنة الشعبية ليست على ما يُرام، وربما هذا يُفسر الاختراقات
الامنية المتكررة داخل ايران،
خلال ذلك وتحت ضغوطات شتى تُحاول ايران الرد وارسال صواريخ ومسيرات، تعلو وتيرتها
وتنخفض حسب الظروف، إلى المدن الاسرائيلية،
لسان حال ايران يقول: “أُكلتُ يوم اكل الثور الابيض”،
فعندما تمكّنت اسرائيل من جنوب لبنان، اصبحت طريقها سالكة إلى طهران.