المركز الفلسطيني: قوات الاحتلال تتحول محطات المساعدات إلى فخاخ قاتلة في غزة.

المركز الفلسطيني: قوات الاحتلال تتحول محطات المساعدات إلى فخاخ قاتلة في غزة.

أمد/ غزة: تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، محوّلةً نقاط التوزيع التي أقامتها إلى بؤر للموت والإذلال. هذه الممارسات تأتي في سياق سياسة التجويع الممنهج وجريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 20 شهرًا.

يُشير استمرار الاحتلال في هذه الآلية لتوزيع المساعدات، رغم فشلها الذريع في تلبية الاحتياجات الإنسانية وسقوط مئات الضحايا يوميًا حولها، إلى أن الهدف الحقيقي ليس الإغاثة، بل تحويل هذه النقاط إلى ساحات قتل وهندسة للتجويع.

وقد وثّقت طواقمنا مؤخرًا مقتل عشرات المواطنين وإصابة المئات جراء إطلاق النار على المدنيين الجوعى قرب هذه النقاط.

ففي يوم الأحد 15 يونيو 2025، تعرّض آلاف النازحين الذين انتظروا لساعات طويلة للحصول على المساعدات في حي المواصي غرب رفح، لإطلاق نار كثيف من الزوارق البحرية والدبابات، ما أسفر عن مقتل 31 نازحًا وإصابة عشرات آخرين، معظمهم قرب ميدان العلم.

وفي حادثة أخرى في نفس اليوم، أطلقت قوات الاحتلال النار على نازحين قرب نقطتي توزيع المساعدات في حي تل السلطان والحي السعودي غرب رفح، ما أسفر عن مقتل 7 نازحين، بينهم امرأة، وإصابة 60 آخرين. وتتابع معلومات حول قيام جرافة عسكرية إسرائيلية بدفن عدد من المصابين الفلسطينيين بعد إطلاق النار عليهم قرب نقطة المساعدات في الحي السعودي شمال غرب رفح.

وفي شهادة مؤثرة، روى المواطن إبراهيم فؤاد يوسف المغربي (23 عامًا) لباحثي المركز تفاصيل مروّعة لما حدث له ولجيرانه في 15 يونيو 2025. فقد أُصيب اثنان من جيرانه بطلقات في الصدر، واستشهد أحدهم (حسام نعيم أحمد الخطيب، 35 عامًا، متزوج وأب لأربعة أطفال) على الفور. كما شاهد جرافة عسكرية تدهس مجموعة من الشبان بعد إطلاق النار عليهم وإعدامهم، ثم تقوم بدفنهم تحت الرمال.

ووفقًا لوزارة الصحة، فقد بلغ عدد ضحايا استهداف منتظري المساعدات الذين وصلوا المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية 38 قتيلًا وأكثر من 182 إصابة، ليرتفع إجمالي قتلى “لقمة العيش” الذين وصلوا المستشفيات من مناطق توزيع المساعدات إلى 338 قتيلًا وأكثر من 2831 إصابة.

ويدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة، جرائم القتل الواسعة التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، ويؤكد أن استمرار قوات الاحتلال في تنفيذ آلية توزيع المساعدات الحالية، رغم الفوضى ومئات القتلى والجرحى التي تسببت بها، يدل على أن الهدف ليس توفير الإغاثة، بل تحويلها إلى فخ للموت وساحة للإذلال وانتهاك الكرامة الإنسانية.

ويجدد المركز مطالبته للمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإلغاء هذه الآلية الخطيرة، والعودة إلى إدخال المساعدات وتمكين المنظمات الدولية من توزيعها في مناطق النزوح المختلفة، إلى جانب إدخال البضائع بحرية ودون قيود.

كما يطالب المركز باتخاذ تدابير فورية وجادة لوقف جريمة الإبادة الجماعية الجارية، وضمان محاسبة المسؤولين الإسرائيليين أمام العدالة الدولية. ويدعو الدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين من القتل الجماعي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.