الصراع بين إسرائيل وإيران: الآثار الإقليمية والدولية له

الصراع بين إسرائيل وإيران: الآثار الإقليمية والدولية له

أمد/ تعد المواجهةُ العسكريةُ بينهما أحد أبرز الصراعاتِ التي تُشكلُ خارطةَ التحالفاتِ والصراعات في الشرق الأوسط.. حيث تجاوزت حدود الخلاف السياسي إلى حربٍ شاملةٍ ومواجهاتٍ مباشرة، ومع تصاعدِ وتيرتها، وإمكانية توسيع نطاقها في ظل تأزم الأوضاع الإقليمية والدولية تبرز تساؤلاتٍ حول تلك التداعياتِ لهذا الصراع على المنطقة والعالم.. خاصةً في ظل احتمالية امتلاك إيران لبرنامجٍ نوويٍ متطور، ونفوذها بالمنطقة مقابل تفوقٍ عسكريٍ وتكنولوجيٍ إسرائيلي بدعمٍ غربيٍ خصوصاً من الولايات المتحدة.
جذورَ الصراع
يعودُ الخلاف بينهما إلى عقودٍ مضت حيثُ كانت إيران تحت حكم الشاه حليفاً لإسرائيل قبل ثورة 1979م لكن وبعد قيام الجمهورية الإسلامية أصبحت من أشد المعارضين لوجود إسرائيل، وتبنت خطاباً يدعو إلى محو إسرائيل من الخريطة… في المقابل تَعتبرُها إسرائيل تهديداً وجودياً لها بسبب برنامجها النووي ودعمها لحركاتِ المقاومة كـ حماس.. وحزب الله مما يجعل المواجهة الحتمية في ظل غياب حلول دبلوماسية شرسةً للغاية.
أشكالُ المواجهة بين الطرفين
1. المواجهات المباشرة: شهدنا في الأيام الأخيرة هجماتٍ صهيونيةٍ وضرباتٍ جويةٍ داخل الأراضي الإيرانية قابلها هجومٍ عبر طائراتٍ مسيرةٍ وصواريخ رداً على اغتيال علماء نوويين وقادة عسكريين كبار.
2. الحرب السيبرانية: تُحاولُ كل منهما شنَّ هجماتٍ سيبرانيةٍ متبادلة كما حدثَ ليلة أمس على الهواتف الاسرائيلية.
تداعيات إقليمية
1. تصاعدُ العنف يوسعُ نطاقهُ: قد تؤدي المواجهة المباشرة بينهما سبباً في اشعال حربٍ إقليمية مما يؤثرُ على الاستقرار العالمي.
2. تكوين تحالفاتٍ جديدة: تسعى دول للعبِ دور الوساطةِ كـ روسيا والصين وأيضاً السعودية وتركيا ومصر مما يعززُ فكرة تكوين تحالفاتٍ جديدةٍ لمواجهة التهديدات الناشئة.
تداعيات عالمية
1. توسع نطاق الحرب: قد تتدخلُ الولايات المتحدة لدعم حليفتها والدخول المباشر بالحرب بينما قد تدعم روسيا والصين وباكستان حليفهم السياسي والعسكري مما يعمقُ الفجوة ويزيدُ وتيرة الحرب.
2. أزمة الطاقة العالمية: الهجوم على المنشآت النفطيةُ أو إغلاق مضيق هُرمز سيؤدي بدورهِ إلى ارتفاع أسعار النفط عالمياً مما يؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي.
3. تهديد الأمن النووي: التهديدات المباشرة من خطرٍ نووي سواءً عبر الاشعاعاتِ المنبعثة من المفاعلات التي تم استهدافها أو استخدام السلاح النووي يزيد خطر حربٍ نوويةٍ عالمية.
السيناريوهات المحتملة
1. تصعيدٌ لا محدود: استمرار الحرب يعني امكانية توسيعها لتشمل دولاً أخرى.
2. مواجهة شاملة: في حال استمرت الحرب قد تُفضي إلى ضرباتٍ نوويةٍ أو هجماتٍ كُبرى، وقد تشهد المنطقة والعالم حرباً مدمرةً تفرضُ تحالفاتٍ جديدةٍ استراتيجيةٍ ونووية.
3. حل دبلوماسي: مفاوضات دولية للاحتواء خاصة إذا عادت الولايات المتحدة وإيران لاتفاقٍ نووي جديد.
الحرب بينهما ليس صراعاً ثنائياً فحسب بل هي مواجهةٌ متعددةٌ الأبعاد تؤثر على الشرق الأوسط والعالم وتغير خارطة التحالفات في العالم بأسره، وفي ظل غياب الثقة وتراجع الحلول الدبلوماسية يبقى السيناريو الأسوأ ممكناً مما يتطلب تدخلاً دولياً سريعاً لاحتوائه قبل أن تتحول إلى حرب إقليميةٍ أو عالميةٍ لا تُحمد عقباها.