تحالف العرب والفرس والأتراك: الفرصة المثالية للتآلف في الشرق الأوسط

تحالف العرب والفرس والأتراك: الفرصة المثالية للتآلف في الشرق الأوسط

أمد/ في ظل عالمٍ تتغير فيه التحالفات وتتبدّل موازين القوى بوتيرة متسارعة، يبقى الشرق الأوسط واحدًا من أكثر مناطق العالم اضطرابًا وانقسامًا. ومع ذلك، تلوح في الأفق فرصة نادرة – وربما تاريخية – لإعادة تشكيل واقع هذه المنطقة، وذلك من خلال تحالف ثلاثي يجمع بين العرب والفرس والترك.

قد يرى البعض أن هذه الفكرة مثالية أو بعيدة المنال، لكنها في الحقيقة تمثل ضرورة استراتيجية في مواجهة التحديات الوجودية التي لا تفرّق بين قومية أو طائفة. فهذه القوى الثلاث ليست مجرد جيران، بل أطراف تمتلك القدرة – إن اتفقت – على تغيير وجه المنطقة بأكملها.

ثلاث قوى… مصير مشترك

* العرب يشكّلون الامتداد الجغرافي والديمغرافي الأوسع في الشرق الأوسط، من الخليج إلى شمال إفريقيا.

* الفرس (إيران) تملك نفوذًا سياسيًا وعسكريًا متجذرًا في قلب المنطقة.

* الترك (تركيا) تجمع بين إرث تاريخي وموقع استراتيجي واقتصاد واعد، يربط الشرق بالغرب.

ورغم اختلاف الرؤى والتجارب، إلا أن هذه القوى الثلاث تتشارك في الجذور الحضارية، والمصالح المتقاطعة، والمخاطر المشتركة.

لقد أظهرت التجربة أن أي طرف يحاول الهيمنة على حساب الآخرين يُنتج فراغات سياسية وأمنية مدمرة.

فلا العرب قادرون على تجاوز إيران وتركيا، ولا إيران وتركيا تملكان نفوذًا مستقرًا دون العمق العربي.

الحل؟ انتقال واعٍ من التنافس العقيم إلى شراكة ناضجة تقوم على احترام السيادة، وتغليب المصالح الجماعية على الحسابات الضيقة.

التهديدات توحّد إن وجدت الرغبة الإرهاب، الانهيار الاقتصادي، التدخلات الخارجية، أزمات المياه والطاقة، تغيّر المناخ، والهجرات الجماعية… كلها قضايا لا تقف عند حدود. وحدها جبهة إقليمية موحّدة تستطيع مواجهتها بفاعلية.

تحالف ثلاثي لا يعني فقط إنهاء الحروب والنزاعات بالوكالة، بل إطلاق مشروع استقرار طويل الأمد يعيد رسم توازنات القوة من داخل المنطقة لا من خارجها.

فرصة اقتصادية لا تُقدّر بثمن

* سوق ضخمة تتجاوز 500 مليون نسمة.
* موارد هائلة من النفط والغاز والمعادن.
* قاعدة صناعية وزراعية وسياحية قابلة للتكامل.
* ممرات تجارية حيوية تصل القارات الثلاث.

إن تشكيل تكتل اقتصادي إقليمي بين هذه القوى قد يُحوّل الشرق الأوسط من ساحة صراع إلى محور نمو عالمي.

نحو وحدة من نوع جديد

ليست الوحدة المقصودة وحدة سياسية أو مذهبية، بل وحدة قائمة على المصالح والتكامل العملي.

تمامًا كما فعل الاتحاد الأوروبي، يمكن للمنطقة أن تُطلق مشروعًا إقليميًا مشتركًا يشمل الأمن الجماعي، الاقتصاد، التعليم، الثقافة، وتطوير البنية التحتية.

هذا النموذج لا يلغي الاختلافات، بل يُديرها بطريقة حضارية تنتج عنها قوة مشتركة لا متنازعة.

يقف الشرق الأوسط اليوم عند مفترق طرق إما أن يُعيد إنتاج صراعاته وخصوماته المعهودة، أو أن يستثمر في فرصة نادرة لبناء مستقبل مشترك، تقوده العقول لا البنادق، والمصالح لا الشعارات.

تحالف العرب والفرس والترك ليس حُلماً مستحيلاً ، بل مشروع واقعي بحاجة إلى شجاعة في التفكير، وجرأة في القرار، وإرادة في التنفيذ.

فهل آن الأوان لأن نقول: كفى انقسامًا… ولنصنع شرقًا أوسط جديدًا بيد أبنائه؟