قافلة الثبات: دعوة من المغرب العربي إلى غزة

قافلة الثبات: دعوة من المغرب العربي إلى غزة

أمد/ في زمن التخاذل الرسمي، تخرج الشعوب لتعبر عن نبضها الحقيقي. قافلة الصمود، التي انطلقت من دول المغرب العربي، لم تكن مجرد تحرك شعبي لنقل مساعدات أو رفع شعارات عابرة، بل كانت بمثابة صرخة ضمير تمثل الوجدان العربي تجاه ما يجري في غزة من مأساة متكررة وعدوان مستمر.
◐ من المحيط… إلى غزة
القافلة، التي شارك فيها متطوعون من تونس، الجزائر، المغرب، ليبيا، وموريتانيا، سلكت طريقها عبر آلاف الكيلومترات، لتقول للعالم: غزة ليست وحدها. في وقتٍ بدا فيه أن بعض العواصم العربية اختارت الصمت أو التواطؤ، كانت هذه القافلة تُعيد الاعتبار للتضامن الشعبي العابر للحدود.
◐ ما وراء المبادرة
القافلة لم تكن حدثًا عاطفيًا فحسب، بل حملت أبعادًا سياسية عميقة. لقد كشفت الفجوة بين المواقف الرسمية الخجولة، وبين إرادة الشعوب الحرة. كما وجهت رسائل واضحة إلى المجتمع الدولي بأن الحصار جريمة مستمرة، وأن العدالة لا يمكن أن تُقاس بموازين المصالح والتحالفات.
◐ التحديات لم توقفهم
رغم التهديدات، والعقبات الأمنية والسياسية، ورفض بعض الأنظمة السماح بعبورهم، أصرّ المتطوعون على مواصلة الطريق. حملوا معهم الأدوية، والخيام، والمستلزمات الإنسانية، لكن الأهم من ذلك: حملوا معهم الروح… الروح العربية الأصيلة التي لا تزال ترى في فلسطين قضيتها المركزية.
◐ في زمن التطبيع… تخرج القافلة
في وقتٍ تتسابق فيه بعض الأنظمة لتوقيع اتفاقيات مع الاحتلال، جاءت قافلة الصمود لتذكّر الجميع أن التطبيع لا يمثل الشعوب، وأن الحق لا يسقط مهما حاول البعض دفنه تحت طاولات المفاوضات. غزة لم تطلب الكثير، فقط أن لا تُترك وحدها، وهذا ما فعلته القافلة: كسرت حاجز الصمت، وسارت على درب الكرامة.
◐ ختاما :
إن قافلة الصمود ليست نهاية الطريق، بل بداية صحوة شعبية جديدة تؤمن أن فلسطين ليست قضية حدود، بل قضية ضمير. وإن لم تستطع الجيوش أن تصل، فإن الإرادات الحرة ستشق الطريق، حاملين معهم الأمل، رغم الدمار، رغم الحصار، ورغم الخذلان.