“الألوان تعبّر بكل اللغات”.. معرض ثنائي في غاليري محمد راسم الجزائر

“الألوان تعبّر بكل اللغات”.. معرض ثنائي في غاليري محمد راسم الجزائر

الجزائر في 30 يونيو/ العُمانية/ يعرض
الفنانان التشكيليّان، كمال بلاتريش، وزوجته الروسيةماريا إلتسوفا، بغاليري محمد راسم بالجزائر العاصمة
مجموعة من أعمالهما المستوحاة من الطبيعة والعمران الجزائريين، تحت عنوان
“اللّون يتحدّث جميع اللُّغات”، ويستمر إلى 19 يوليو القادم.

ويضمُّ المعرض مزيجًا متكاملًا من
الأعمال الفنيّة التي تنهل من جمال الطبيعة الجزائرية، وتسجّل بعض ما تكتنزه المدن
القديمة من معالم يعود تشييدها إلى آلاف السنين الماضية.

وأكّد الفنان التشكيلي، كمال بلاتريش،
وهو أيضا مصمّم سينوغرافيا، في حديث لوكالة الأنباء العُمانية، أنّه حاول الإشادة
بالمخرج، جمال بن دوش، الذي توفي عام 2022، من خلال 19 رسمًا أنجزها بالقلم
الرصاص، بالأبيض والأسود، بعد التجربة التي جمعته به خلال التعاون معه في إنجاز
فيلمه “أرزقي الإنساني”.

كما يضمُّ المعرض لوحات مائيّة مستوحاة
من أبواب منازل حيّ القصبة العتيق بأعالي الجزائر العاصمة؛ وهي عناصر أساسيّة في
العمارة التقليدية تعكس تاريخ وثقافة المنطقة، مع تكييفها أيضًا لتلبية الاحتياجات
المنزلية، وتتميّز التراكيب بثراء لوني يعكس البُعد المتوسطي للجزائر، حيث يطغى
عليها اللون الأزرق، والبني، والأصفر.

وتتميّز الألوان بدقتها التي تُوحي بدخول
الضوء وغالبًا ما تُصنع تلك الأبواب من الخشب المصمت، وتُزخرف بألواح خشبيّة
منحوتة أو بنقوش زخرفية، وبعض أبواب المداخل مُجهّزة بشباك يسمح بتهوية الطوابق
السفلية، ويوفر درجة من الحماية والخصوصيّة، وصُممت لتكون متينة وزخرفية في آن
واحد، ممّا يضمن لها الأمان.

وتُقدم الفنانة، ماريا إلتسوفا، في هذا
المعرض، لوحتين قماشيتين مستوحاتين من الفنّ التجريدي، وتتميّز تراكيب أعمال
الفنانة بمزيج من الألوان الدافئة والباردة مع لمسات فنيّة دقيقة، وأشكال هندسية
نادرة وبسيطة، كما أن بعض الألوان مُقدّمة في أشرطة متجاورة أو متراكبة.

‎وفي مجموعتها التي تضمُّ حوالي عشر لوحات قماشيّة
تتناول مصايد الأسماك في الجزائر العاصمة، تُقدّم الفنانة هندسة الموقع بلمسات
لونيّة يطغى عليها اللّون الأزرق، أمّا تركيبها على ساحل بجاية، فيتميّز بألوان
داكنة نوعًا ما، ويعكس واقع المكان.

وتتجلّى جماليّة الأعمال التي استلهمها
الفنانان من البيئة الصحراوية الجزائرية في الرؤية الواقعية والمجازية في تركيبات
الصحراء من خلال امرأتين من الطوارق تعزفان على آلة الإمزاد؛ وهي آلة موسيقيّة
وترية تُعدّ رمزًا لثقافة الطوارق، وهي مقدّسة ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا
بحياتهم.

ويؤكّد الفنان التشكيليُّ، كمال بلاتريش،
في شرح أسباب استعمال آلة الإمزاد في عدد من أعمالهما، بالقول “تقليديًّا،
يقتصرُ عزف الإمزاد على نساء الطوارق، وهي آلة وترية تُصدر صوتًا رقيقًا غالبًا ما
يرتبط بمشاعر الحزن، والحنين، والفرح.

من جهة أخرى، تُقدّم أعمال هذين الفنانين
مدينة غرداية (جنوب الجزائر)، بألوان دافئة، مع مراعاة العمارة المحلية، ويهيمن
على قمّتها مسجد ذو مئذنة، وحول هذا الموقع المقدس للمدينة، بُنيت منازل مرتبة في
دوائر متّحدة المركز حتى السور، وكلُّ منزل يُشكل خليّة مكعّبة.

/العُمانية/ النشرة الثقافية / شيخة
الشحية /