كيف يمكن أن يحافظ الضمير على اليقظة؟… إجابة أمين الفتوى

كيف يمكن أن يحافظ الضمير على اليقظة؟… إجابة أمين الفتوى

قال الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الإنسان يمكنه أن يدرب ضميره ليظل يقظًا وحاضرًا، من خلال المداومة على العبادات وكثرة الذكر وحسن استحضار معية الله سبحانه وتعالى.

وأضاف وسام، خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن مشايخنا الكبار كانوا دائمًا يرددون على مسامعنا: “حاضر ناظر يا إخواني، أما الغفلة فشيء آخر”، في إشارة إلى أن الإنسان كلما استشعر أن الله ناظر إليه، حاضر معه، مطلع على كل ما يصدر منه، كان ذلك سببًا في دوام يقظة ضميره.

وأوضح أن ذكر الله باللسان يثمر حضورًا في القلب، وكلما تعود الإنسان على الذكر صباحًا ومساءً، واستفتح يومه بتصحيح النية والتوجه إلى الله، تولد في قلبه واعظ من الله يذكره بالصواب ويمنعه من الانزلاق في الحرام أو التعدي على حقوق الآخرين.

وأشار إلى أن القرآن الكريم جمع بين الذكر والفكر في قوله تعالى: “إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض”، فالذكر يوقظ القلب، والتفكر ينور البصيرة، مما يجعل الإنسان حاضر الضمير يقظ القلب.

وشدد أمين الفتوى على أن هناك مقياسًا مهمًا يمكن للإنسان أن يزن به يقظة ضميره، وهو: هل ما تفعله الآن لو كان الناس يرونك كنت ستفعله؟ وهل يطمئن قلبك لهذا الفعل أم تتحرج منه وتكره أن يطلع عليه أحد؟ وهذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس”.

وأكد على أن الضمير الحي لا يتكون فجأة، بل هو ثمرة مجاهدة النفس وكثرة الذكر، وحسن التربية، ومصاحبة الصالحين، والحرص على أن يكون القلب حاضرًا مع الله في السر والعلن.