خبيرة نفسية: الاعتداء النفسي والبدني متساويان في تأثيرهما.. كلاهما يترك آثارًا دائمة.

خبيرة نفسية: الاعتداء النفسي والبدني متساويان في تأثيرهما.. كلاهما يترك آثارًا دائمة.

أكدت الدكتورة ولاء شبانة، استشاري الصحة النفسية، أن الاعتداء النفسي على الأطفال لا يقل فتكًا عن الاعتداء البدني، فكلاهما يترك جراحًا عميقة في وجدان الطفل، قد لا تُرى بالعين، لكنها تبقى محفورة في الذاكرة والعقل والسلوك مدى الحياة.

وأوضحت شبانة خلال مشاركتها في برنامج “خط أحمر” الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن التحرش اللفظي، التهديد، الإهانة، الإذلال، الإهمال العاطفي، أو التخويف الدائم كلها أشكال من العنف النفسي التي تؤدي إلى اهتزاز ثقة الطفل بنفسه، وتولد داخله شعورًا دائمًا بالذنب أو الخوف أو العار.

وأضافت أن كثيرًا من الأسر والمجتمعات تقلل من شأن الإساءة النفسية، رغم أن آثارها قد تظهر لاحقًا في صورة اضطرابات سلوكية، أو انطواء، أو نوبات غضب، أو حتى ميول انتحارية في سن المراهقة أو البلوغ.

وشددت على أن التعامل مع الطفل يجب أن يكون برؤية شمولية تشمل الجسد والعقل والمشاعر، قائلة: “كل كلمة قاسية، كل نظرة استخفاف، كل تهميش متعمد.. هو طعنة في نفس الطفل لا تلتئم بسهولة الاعتداء ليس فقط أن تترك على جسده كدمة، بل أن تترك في روحه شرخًا.”

ودعت استشارية الصحة النفسية إلى ضرورة تدريب الأهل والمعلمين على فنون التواصل الصحي مع الأطفال، وتعزيز ثقافة الإنصات والاحتواء والاحترام داخل البيت والمدرسة، مؤكدة أن البيئة الآمنة نفسيًا هي أول حصن لحماية الطفل من أي شكل من أشكال الانتهاك.