المفتي: دار الإفتاء رائدة في التحول الرقمي وتواجه المنصات غير الرسمية

كتبت – داليا الظنيني:
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن الفتوى تتجاوز كونها مجرد إجابة شرعية على سؤال، لتُصبح أداة فاعلة في تحقيق المقاصد الكبرى للشريعة الإسلامية، مشددًا على أن تولي منصب الإفتاء أو حمل صفة “العالِم” هو مسؤولية وأمانة من الدرجة الأولى.
جاء ذلك خلال حوار خاص أجراه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج “يحدث في مصر”، على شاشة “MBC مصر”، حيث أشار المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية باتت تُعد قبلة للباحثين وطلاب العلم من مختلف أنحاء العالم، نظرًا لدورها المتقدم في مواكبة العصر، وقدرتها على التجديد والانفتاح على الوسائل الحديثة.
وأوضح الدكتور عياد أن الدار كانت من أوائل المؤسسات الدينية التي أدركت أهمية الحضور الرقمي، حيث أطلقت خدمات الفتوى عبر الإنترنت، ووفّرت محتوى شفهياً ومكتوباً عبر منصات إلكترونية موثوقة، بما يتوافق مع متطلبات العصر الرقمي.
وأكد أن دار الإفتاء لم تقف موقف المتفرج أمام تمدد المنصات غير الرسمية التي تبث خطابًا دينيًا غير منضبط، بل عملت على التصدي لها من خلال تقديم خطاب ديني رشيد، يعكس روح الإسلام الحقيقي، ويواجه الأفكار المتطرفة والمغلوطة بلغة تجمع بين العلم والاعتدال.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الدار تنظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها ساحة مهمة لتوصيل رسائل الدين الصحيحة، وتُسهم من خلالها في تعزيز قيم التعايش والوسطية، من خلال فرق عمل متخصصة تتابع التحديات وتقدم محتوى موثوقًا ومناسبًا لكافة الفئات.
وشدد عياد على أن التجديد في الخطاب الديني لا يعني التنازل عن الثوابت، بل يستدعي تفاعلًا واعيًا مع المتغيرات، وقدرة على فهم السياق الاجتماعي والثقافي للجمهور، وهو ما تعمل عليه دار الإفتاء منذ سنوات ضمن استراتيجية شاملة لبناء وعي ديني مستنير.