“بلارج” يمكن إعادة صياغته إلى “بِلا حدود” أو “بلا قيود”. إذا كان لديك سياق معين، يمكنني مساعدتك بشكل أفضل في إعادة صياغته.

“بلارج” يمكن إعادة صياغته إلى “بِلا حدود” أو “بلا قيود”. إذا كان لديك سياق معين، يمكنني مساعدتك بشكل أفضل في إعادة صياغته.

بعد أن تباكى السيد المحترم على الحرب القائمة وعلى الأصفهانية، هاجم الذين يرقصون على أوجاع الأمة، ثم لمح فرقة موسيقية فدخل وسطهم يهز الوز ويتمايل إلى أن اكتفى، بعدها جلس لينظر ويفرق النكات ويعطي المواعظ والنصائح الثمينة للمواطنين الذين يرزحون تحت وطأة البطالة والفقر والمحسوبية أن.. “تجوجوا”.

لم يسبق لي أن أكملت دقيقة إنصات لخطابات السيد الفاضل النيرة، ربما تعوزني روح الدعابة اللزجة، أو لربما هي فرط حساسية معدتي تجاه الحموضة وعدم تحملي للكلام المسلوق، والمحترم يصر على إضحاك الحاضرين بأي طريقة، وقد تناسى حفظه الله أن خفة الدم عطية من الرحمن، إذا لم يهبها لك الله فلا داعي لمعاندة القدر والإصرار على دغدغة خصور الحاضرين، ليطلقوا ضحكة ترضي غرور معاليه.

أنا دقة قديمة، من عشاق الزمن الجميل للسياسة، أكبر الساسة وأعظم فيهم تراكم الرفعة والحكمة والكياسة، يعجبني فيهم الهدوء وحرصهم على نطق اللغة العربية باللكنة المغربية الفريدة، مازلت أتسمر أمام الشاشة إذا انا لمحت طيف رجل سياسة أشم فيه رائحة “عبد الرحمن اليوسفي”، “إدريس جطو”، أو حتى ياسمينة بادو، يجذبني حديث ” نبيل بنعبد الله”، ” لحبيب المالكي”، ” محمد اوزين”… فالسياسة في نظري يعني كاريزما وحضور وأناقة ولباقة، كلام موزون وابتسامات محسوبة الأبعاد.

“الجواج”.. “تجوجوا”، هذه هي الكلمات التي كان حديث الفاضل يدور حولها وعليها ومن فوقها وتحتها، في عز الصيف و الجفاف والقحط والبطالة والفقر، وكأن لا شيء يشغل بال المواطن إلا الخيمة و”لمشد”، متناسيا “طال عمره” أن ليست كل فتاة هي بحظ ابنته المصون، فملايين الفتيات لم يرتدن أفخم المدارس ولم يتم توظيفهن في أحسن المناصب، بنات الشعب يلزمهن سنوات طوال ليحققن حلم الدراسة ثم سنوات للحصول على وظيفة، ثم سنوات للنقاهة والتعافي والتخلص من آثار السقوط والنبش في الحجر، فلا عاقل يدخل سوق الزواج وهو جائع.

الشهادة.. الدبلوم.. الحرفة، هؤلاء الثلاثة هم الأزواج الذين لن يتركوا الفتاة في منتصف الطريق، هم الظهر والسند، ولتحصيل تلك الأسلحة الواقية يلزم الفتاة أن تكون “بلارج” و ليس سهلا أن تكونه، فالأمر يتطلب سهرا ومثابرة وجري المسافات الطوال وراء السعادة، وكم من “بلارج” انتشل نفسه وعائلته من على الحديدة، وكم من “بلارج” سحلته الحياة إلى أن شارف على الموت، انقلب بإذن الله عنقاء تبعث من جديد من وسط الرماد لتشرف الوطن والقبيلة والأهل..

“قرقبوا عليهم”.. نصيحته حفظه الله لمريديه بأن يستعجلوا على الفتاة ولا يتركوا لها فرصة، نصيحة ذهبية وحركة ماكرة أؤيده عليها، فالفتاة التي جربت طعم الإستقلالية المادية، تعافت جروحها وأشبعت طفلها الداخلي، اشترت كل ما كانت تتمناه وسافرت إلى أماكن لطالما حلمت بزيارتها، لن يكون سهلا أن تتحرك مشاعرها إلا أمام رجل حقيقي، فهي ستدخل سوق الزواج بكامل قواها العقلية والجسدية، هدفها البحث عن إضافة جميلة إلى حياتها، إن هي وجدت فبها ونعمة وإن لم تصادف إلا الرجال “البرنسيسات” انصرفت لحال سبيلها، واضعة رجلا على رجل كأي “بلارج” محترم.