الهروط يكتب: المسؤول في حديثه وتصريحاته يعكس صورة الدولة ـ بقلم: د. صهيب علي الهروط

أذكر في العام ٢٠٢١ افتتح برنامجا خاصا لتدريب الناطقين الإعلاميين في المؤسسات والوزارات الحكومية ؛ للتمكين وبناء القدرات وتوحيد الخطاب الآعلامي الحكومي ، وحسنا فعلت الحكومة في وقتها . ولا ارغب في العودة لذلك ، بل اقتضت الضرورة أن تعيد مؤسسات الدولة كافة ضبط عقاربها حول ذلك ، ولنا في مؤسستي الجيش والأمن خير مثال عندما تريد توضيح أمر ما ، فيخرج علينا من يعمل في مديرية الإعلام العسكري أو الناطق الإعلامي ، وهذا ما نرغب به في قادم الأيام من وزاراتنا ومؤسساتنا التقيد به ، وهي مسؤولية ملقاة على عاتق وزارة الإتصال الحكومي .اليوم لربما على مسؤولينا الذين نجلهم ونحترمهم ، أن يعرفوا أن عناوين الدولة واسعة ، وعلينا أن نختار المناسب منها في سبيل إيصال معلوماتنا وخططنا وفقا لمعايير واضحة ، يتقبلها الرأي العام أولا ، فمثلما عناوين الدولة واسعة وواثقة ، لدينا جماهير واقفة على نواصي منصات التواصل الإجتماعي ، تنتقد الأداء والحديث ووتقدم المعلومة بالضد منها .لا ننكر أن مسؤولينا برهنوا على كفاءة وخبرة واسعة في مجالات العمل العام ، ومن يعرف ردهات القطاع ودهاليزه يدرك أن الخطأ غير مقبول ، وإن المخطئ عليه تحمل ذلك الخطأ ، وعدم المقابلة بالتبرير صحيحا أو خطأ كانت وجهة النظر .المسؤولية تقتضي أن تكون عبارات المخاطبة والمكاشفة ترتبط بما تقتضيه الظروف والأحوال ، وعلينا أن نعي تنوع وتعدد الثقافات الموجودة ، ولابد من إدراك أن المعرفة والثقافة تختلف فيما بيننا ، ولتفادي سوء الفهم ، علينا القول أن ما يكون مقبولا أو طبيعيا في ثقافة ما ، قد يعتبر غريبا وغير مقبول في أخرى .ختاما ؛ لا نريد أن يتخلى مسؤولينا عن هويتهم وثقافتهم وما يمتلكون من مخزون بهما ، بل نريد أن يعبر عنهما في إطار عناوين الدولة ومسؤولياتها ، وبما يعكس صورتها الكبيرة في عين الرأي العام.