الضمور يكتب: لطفًا بالنساء ـ بقلم: المحامي حسين أحمد الضمور

لم تكن كلمة “رفقًا بالقوارير” التي قالها رسولنا الكريم ﷺ في لحظة عابرة، أو مزحة عابرة بين رفاق سفر… بل كانت وصيةً خالدة، ونبعَ رحمةٍ يتدفّق من فم أشرف الخلق، ليُعلِّم البشرية كلها كيف تكون الرجولة الحقة. شبه النساء بالقوارير، لا لضعف فيهن، بل لرقةٍ في الخَلق، وشفافيةٍ في الشعور، وعذوبةٍ في الطبع، تكسرها القسوة، وتُدمِيها الكلمات الجارحة، وتحطّمها النظرات المتعالية.لم يقل ﷺ “قاسوا القوارير”، بل قال: “رفقًا”… وما الرفق إلا ترياق القلوب، ومفتاح النفوس، وسبيل التآلف، وأصل العلاقة النبيلة بين الرجل والمرأة.فما أكثر القوارير اليوم اللاتي تحطّمت أرواحهن لا بأيدٍ، بل بكلماتٍ خالية من الرفق، بنظراتٍ لا تعرف الحنان، بصمتٍ جارح، أو إهمال قاتل.وما أكثر من ظنوا أن الرجولة في السيطرة، لا في الاحتواء… في الصراخ، لا في الصبر… في القسوة، لا في الكلمة الطيبة.أيّها الرجل…كن كريمَ القلب، رقيقَ النفس، قويًّا لا في صوتك، بل في رحمتك… فإنك إن كَسرتَ زجاجةً، يصعب أن تُعيد لها صفاءها وإن جمّعتها.ويا أيتها القارورة…تذكّري أنك لستِ ضعيفة، بل ثمينة… والزجاج لا يُلقى في الطرقات، بل يُحفظ بعناية، لأنه يعكس النور، ويكشف الجمال.رفقًا بالقوارير…تلك كلمة لم تُقل عبثًا، بل جاءت لتبقى نبراسًا في دروب القلوب.