قلق بشأن أمان مادة حافظة في لقاحات الإنفلونزا

قلق بشأن أمان مادة حافظة في لقاحات الإنفلونزا


مدار الساعة – قد تحظر الحكومة الأمريكية قريباً اللقاحات التي تحتوي على مكون يُسمى الثيمروسال، وهي مادة حافظة، لطالما تجنبها منتجو اللقاحات بسبب الشكوك حول سلامتها خلال العقود الماضية، لكنها لا تزال تستخدم في بعض لقاحات الإنفلونزا.ووفق تقرير لـ “مديكال نيوز توداي”، وصفت اللجنة الاستشارية الثيمروسال بأنه “سم عصبي معروف”، ونصحت بأن حظر اللقاحات التي تحتوي على هذا المكوّن سيكون “نقطة انطلاق جيدة نحو استعادة الصحة في أمريكا”.والثيمروسال مادة مضافة تساعد في الحفاظ على المكونات النشطة في اللقاحات طازجة دون أي تغيير. لكن لماذا يُثير هذا الأمر جدلاً؟ وماذا نعرف حقاً عن سلامة هذه المادة؟مادة حافظة أساسها الزئبقتقول الدكتورة مونيكا غاندي أستاذة طب الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا: “الثيمروسال مادة حافظة أساسها الزئبق، ويمكن أن تساعد في إطالة عمر اللقاحات”.لكنها تضيف: “هذا تحديداً ما يجعل المادة مثيرة للجدل، فكما تُشير منظمة الصحة العالمية، الزئبق معدن سائل يُشكل مخاطر مُختلفة على صحة الإنسان”.ويمكن أن يُؤثر على عدد من أجهزة الجسم، بما في ذلك الجهاز العصبي، والجهاز الهضمي، والجهاز المناعي، والرئتين، والكلى، والجلد، والعينين.استبعاد من لقاحات الأطفالعلاوة على ذلك، أشارت غاندي إلى أن “المستويات العالية من الزئبق قد تكون سامة للجنين النامي، على سبيل المثال”. لهذا السبب، “تم استبعاد الثيمروسال من معظم لقاحات الأطفال، ولكن لا يزال من الممكن العثور عليه في بعضها، بما في ذلك لقاح الإنفلونزا متعدد الجرعات”.وتستخدم الثيمروسال كمادة حافظة قوية تحمي اللقاح من التلوث البكتيري أو الفطري.ومع ذلك، يحتوي الثيمروسال على شكل معدّل ومحدد للغاية من الزئبق يُسمى إيثيل الزئبق، والذي، وفق منظمة الصحة العالمية، “لا يُشكّل خطراً على الصحة”، إذ يتحلل بسرعة بعد دخوله الجسم، ثم يُطرح من الجسم.هل يُسبب الثيمروسال التوحد؟من جوانب الجدل الدائر حول الثيمروسال ربطه خطأً بالتوحد في دراسة مُشوّهة الآن.وقالت غاندي: “لم تُظهر دراسات متعددة أي مخاوف تتعلق بسلامة الثيمروسال من حيث التسبب في التوحد، أو اضطرابات النمو العصبي”.وبدا أن اللجنة الاستشارية التي دعت إلى حظر الثيمروسال قد أجّجت الجدل أكثر من خلال الاستشهاد بمنشور أوضح مؤلفه المزعوم في مقابلات إعلامية أنه غير موجود، مما أدى إلى حذفه من العرض التقديمي.أشارت غاندي إلى أن “هذا المرجع – الذي يُظهر وجود علاقة بين الثيمروسال وتأخر النمو العصبي لدى الحيوانات – لم يكن موجوداً، وحُذف لاحقاً من العرض التقديمي عندما أُشير إلى الخطأ”.ولا تزال مادة الثيمروسال تستخدم في بعض لقاحات الإنفلونزا، ما أثار تساؤلات حول كيفية تأثير الحظر الوشيك المحتمل على الثيمروسال على توافر اللقاحات وسهولة الحصول عليها.