غزة والصراع: آفاق الدولة الفلسطينية! ـ بقلم: أحمد ذيبان

غزة والصراع: آفاق الدولة الفلسطينية! ـ بقلم: أحمد ذيبان


تحولت حرب الابادة التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة الى ما يشبه “الحزيرة”، وسط مفاوضات متواصلة تتناسل وتبدو كالحراثة في البحر، لكن ربما يلوح في الأفق بعض التقدم بما يشبه استراحة لمدة 60 يوما، لالتقاط أنفاس سكان القطاع الذين تعب الصبر من صبرهم، على ما يعيشونه من “كارثة وبطولة”، الى درجة أن عشرات الشهداء يسقطون يوميا برصاص جيش الاحتلال، وهم يتزاحمون على “المؤسسة الأميركية” التي توزع بعض فتات من الأغذية على الغزيين! وهذه المؤسسة بدعة جديدة غير مسبوقة جاءت بديلا لحق سكان القطاع بتزويدهم بالمساعدات الانسانية، من أغذية وأدوية عبر المعابر بدون شروط مسبقة!أحدث المعلومات تفيد بأن حركة حماس سلمت ردا ايجابيا، على المقترح الأميركي بمشاركة الوسطاء العرب “قطر ومصر” للخروج من المأزق تدعو للتفاؤل، وعندما نقول مقترح أميركي فذلك يعني أنه بالضرورة يتطابق مع الشروط الاسرائيلية، وأن رئيس وزراء دولة الاحتلال نتنياهو أوعز بارسال وفد التفاوض الى الدوحة، وقد تكون جولة المفاوضات قصيرة بحدود 36 ساعة بمعنى أن النتائج شبه ناضجة، وأن التوصل الى صفقة ربما يعلن عنه خلال الأيام القلية المقبلة، وفي أبعد موعد سيكون خلال زيارة نتنياهو الى واشنطن ولقائه الرئيس الاميركي ترامب يوم الاثنين المقبل، لاتاحة الفرصة لترامب لتسجيل موقف بأنه ضغط على صديقه نتنياهو لوقف الحرب على غزة لمدة شهرين، مع ترك الباب مفتوحا لنتنياهو للعودة لمواصلة حرب الابادة الجماعية على أهل القطاع!.هذه المعادلة قد تزيد فرص ترامب بوصفه “رجل سلام”! كما تصرف بقراره وقف الحرب الاسرائيلية الايرانية، ومحاولاته انهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك ربما يؤهله ليكون أقرب الى جائزة نوبل للسلام التي يسعى للحصول عليها!لم يتعرض شعب في التاريخ المعاصر لحرب وحشية كالتي يعيشها سكان قطاع غزة، منذ 21 شهرا بدأت في 7 اكتوبر-تشرين الأول عام 2023، وقبل ذلك سبقتها أربع حروب منذ انسحبت اسرائيل من القطاع وأخلت المستوطنات التي كانت فيه، في عهد حكومة شارون عام 2005 .ومنذ ذلك الانسحاب وهي تنفذ عمليات عسكرية في القطاع من حين لآخر، بعضها تحول إلى حروب استمرت أسابيع، وكانت أول هذه الحروب عام 2008 تلتها حرب 2014، ثم حرب 2019 وأعقبتها حرب 2021.وربما تكون آخر هذه الحروب تلك التي اندلعت في 7 أكتوبر عام 2023، وهي أطول هذه الحروب التي لا تزال مستمرة حتى الان ومضى على بدايتها 21 شهرا، واذا كانت الحروب السابقة سقط خلالها آلاف الشهداء والجرحى، فان حرب اكتوبر سقط فيها نحو 60 ألف شهيد ونحو 150 ألف جريح وعشرة آلاف مفقود، على الأرجح أنهم استشهدوا تحت أنقاض البيوت والبنايات التي دمرها جيش الاحتلال، فضلا عن حرب التجويع والبيئة غير المناسبة لحياة البشر، في خيام مهترئة حيث تنتشر الأمراض والأوبئة، فيما يطال القصف الاسرائيلي كل شيء البشر والحجر، المستشفيات، المدارس، مراكز الايواء وخيام النازحين .ويبقى السؤال الجوهري تحت ركام غزة، وهو أين تتجه القضية الفلسطينية “أم القضايا” العربية والإسلامية وسط ظلام يلف مقولة “حل الدولتين”، وتقارير بشأن محاولات ترامب توسيع ما سمي”الاتفاقيات الابراهيمية”، التي عقدت بين اسرائيل وعدد من الدول العربية في ولايته الأولى، لتشمل دول عربية جديدة بعد أن تم تأجيل ما سمي المؤتمر الدولي، بشأن حل الدولتين الذي كان مقررا عقده بالأمم المتحدة في نيويورك، بين 17 الى 20 حزيران الماضي برئاسة فرنسا والسعودية، وكان سبب التاجيل تداعيات الحرب الاسرائيلية الايرانية، التي بدات يوم 13 حزيران واستمرت 12 يوما.ورغم هذا الحراك الدبلوماسي سواء عقد المؤتمر المشار اليه أم لا، وتعهد الرئيس الفرنسي ماكرون الاعتراف بدولة فلسطينية، لكن مكارون أضاف شرطا غريبا وهو أنالهدف من اقامة دولة فلسطينية، أن تكون منزوعة السلاح تعترف بوجود إسرائيل وأمنها”، بمعنى أن تكون مسؤولياتها حماية أمن اسرائيل!واذا أضفنا الى ذلك ان جميع الأحزاب الاسرائيلية، مهما كانت توجهاتها ترفض اقامة دولة فلسطينية مستقلة، بل “دولة كرتونية” تتكون من كانتونات مزروعة بالمستوطنات، فذلك يلتقي مع ما يقوله الرئيس الفرنسي، ورغم ذلك يبقى الحل والربط بيد الادارة الاميركية[email protected]