القيسي يكتب: غزة هاشم من أعماق أوروبا ـ بقلم: فراس القيسي

مر الأردن تاريخيا بأزمات عديدة، نظرا لموقعه الجغرافي وارتباطه المباشر بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية المحورية في المنطقة، الا انه استطاع بحكمة قيادته الهاشمية أن يتجاوز الصعاب والأزمات ويعبر بالوطن إلى بر الأمان. عمل جلالة الملك عبدالله الثاني بعزم وإرادة قوية لا تلين، من أجل رفعة الأردن وازدهاره، والدفاع عن قضايا أمته ومستقبل أجيالها، وتحقيق السلام العالمي؛ وذلك وفاء للرسالة العظيمة التي ورثها، وضمن مسؤوليته الوطنية وواجبه المقدس؛تلك المسؤولية التي تحدرت إليه من الآباء والأجداد، بعد أن قدموا في سبيلها التضحيات الجسام.ويشكل الدفاع عن القضية الفلسطينية وجوهرها القدس مبدأ وأمانة راسخة في فكر ودبلوماسية القيادة الهاشمية، وهي حاضرة على الدوام على الاصعدة كافة، حيث لا يتقدمها ملف ولا تعلوها قضية، ورغم كل التحديات والصعاب والضغوطات بقيت مدينة القدس أيقونة الفكر والمسيرة الهاشمية منذ الأزل، وستبقى كذلك إلى الأبد.جلالة الملك عبد الله الثاني وضع الأردن قطبا مؤثرا في جميع المحافل الدولية، وساهمت رؤية الملك عبدالله الثاني في جعل الأردن رمزا للدولة العصرية التي تتمسك بثوابتها وموروثها الديني والثقافي، ولا تتنازل عن خصوصيتها، في حين أنها تتعامل برؤية عصرية تجعلها محط إحترام كل الدول والشعوبإن أبرز الاضطرابات التي عصفت بالمجتمع الدولي بالاونة الاخيرة تتمثل في جائحة كورونا، والتهديدات الأمنية، وصولا إلى حرب في أوكرانيا، وحرب قاسية على غزة، وأخيرا الهجمات الإسرائيلية على إيران، والتي تهدد بتصعيد خطير في منطقة الشرق الأوسط وخارجها. حيث أن هنالك محاولة لتغييب موضوع غزة عن الانتباه العالمي،لذلك فأن خطاب الملك ارتبط بغزة حتى لا تضيع في ظل الحرب “المجنونة” التي شنتها إسرائيل على إيران.فالتوقيت الحالي للخطاب الملكي مهم من حيث المكان وهو البرلمان الأوروبي الذي يعدّ مؤسسة لها وزنها وأوروبا هي الجارة الأقرب للمنطقة. أن خطاب جلالة الملك ارتبطت بزاوية القيم وكيف تجاوز الاتحاد الأوروبي الحرب محذرا من تردي القيم، مشيرا إلى أن هذا مضمون أخلاقي قيمي.هذا الخطاب الاخلاقي في توقيته و مكانه ما هو الا رسالة الى المغرضين والمشككين والعابثين حيث ان الرسالة واضحة لمن تسول لهم انفسهم بالمساس بأمننا واستقرارنا لنيقض ضمائرهم الميتة وندفن احقادهم السامة لنقول لهم بأن مؤامراتكم ومخططاتكم وافكاركم السامة لن تزعزعوا ولن تنالوا وحدة اردنيتناحفظ الله اردننا وادامكم الله يا جلالتكم عز وفخر وذخر للاردنيين