وزير الشؤون النيابية يبرز ضرورة تمكين الشباب لمواجهة فيض المعلومات المضللة

أكد وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي المستشار محمود فوزي أهمية تمكين الشباب، وتقديم المعلومات الصحيحة لهم، وبناء ثقتهم بأنفسهم وبالمصادر الموثوقة، وذلك في مواجهة سيل المعلومات المضللة.
جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن فعاليات ملتقى شباب المعرفة، الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة في جامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان.
وقال المستشار محمود فوزي “إنه من الضروري أن ندرك جميعا أن المجتمع المصري مجتمع يغلب عليه الطابع الشبابي، وبالتالي فالشباب يمثلون شريحة حرجة ومؤثرة في مسار تقدم الدولة”.
وأضاف: “في الماضي، كانت أدوات الإعلام والوعي أدوات تقليدية، وكان من الممكن التحكم في المحتوى الموجه إلى الجمهور. أما اليوم، فقد أصبح الهاتف المحمول نافذة مفتوحة على العالم بأسره، فالمعلومات هي من تأتي إلى المواطن، وليس العكس.. وهذا يحتم علينا أن نعمل على تمكين الشباب من القدرة على التمييز والفهم والتحليل بأنفسهم”.
وشدد المستشار محمود فوزي على أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال أربع ركائز أساسية، يتمثل الأول في تمكين الشباب من التفكير النقدي، أي تزويدهم بما يسمى “التمكين المعرفي”، بمعنى أن يكون لدى الشاب القدرة على التفرقة بين المعلومة والخبر، وبين الدعاية والحقيقة، خاصة وأنه لا يمكن أن نلاحق كل خبر كاذب أو مضلل، لكن يمكن أن نعد شبابا قادرا على تمييز المعلومة الصحيحة من الزائفة بشكل ذاتي.
وتابع: “أما الركيزة الثانية، فتتمثل في أنه لا يجوز أن نترك فراغا بين الشباب والمعلومة الصحيحة، فإذا كانت هناك منصات تنشر معلومات مضللة، فلابد أن توجد في المقابل منصات موثوقة تقدم محتوى سليما وجاذبا، يصل للشباب ويكسب ثقتهم”.
واستطرد: “والركيزة الثالثة تتمثل في التواصل السياسي، وأنه من المرات الأولى التي توجد فيها حقيبة وزارية متخصصة في هذا المجال”، موضحا أن التواصل السياسي لا يعني فقط نقل الرسائل من طرف إلى آخر، بل هو عملية أعمق تقوم على ربط مكونات المجتمع ببعضها، وتعزيز الثقة، وتقريب وجهات النظر، خاصة في اللحظات التي قد تختلف فيها الآراء، لذا يجب ترسيخ فكرة أن الاختلاف ليس عيبا، ولكن المهم هو كيفية إدارة هذا الاختلاف بشكل بناء.
وأوضح أن الركيزة الرابعة تتمثل في ضرورة حرص مؤسسات الدولة على بناء شراكات استراتيجية مع جميع الأطراف ذات الصلة، سواء على المستوى الدولي، مثل الأمم المتحدة وبرامجها، أو على المستوى الإقليمي مثل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أو على المستوى المحلي من خلال منظمات المجتمع المدني الفاعلة.
كما شدد وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي على أنه إذا نجحنا في تمكين الشباب، وتقديم المعلومات الصحيحة لهم، وبناء ثقتهم بأنفسهم وبالمصادر الموثوقة، سنكون قد قطعنا شوطا كبيرا في مواجهة سيل المعلومات المضللة، وسنكون قد أسسنا لوعي سياسي حقيقي يسهم في بناء الدولة.