الطمأنينة مع الله.. ملاذ الأرواح

أكد برنامج ( قطوف من حدائق الإيمان ) أن القلوب تسعد وتطمئن بمعرفة الله ومحبته ، وحسن الظن به والخوف منه والتوكل عليه والإنابة إليه والأنس به ، ومن أعجب الأشياء أن تجد قلب مسلم يعرض عن هذه الأعمال القلبية الجليلة.
وفي هذا الصدد ، سلط البرنامج الضوء على قول ابن القيم رحمه الله :”من أعجب الْأَشْيَاء أَن تعرفه ثمَّ لَا تحبه، وَأَن تسمع داعيه ثمَّ تتأخر عَن الْإِجَابَة ، وَأَن تعرف قدر الرِّبْح فِي مُعَامَلَته ثمَّ تعْمل غَيره ، وَأَن تعرف قدر غَضَبه ثمَّ تتعرّض لَهُ ، وَأَن تذوق ألم الوحشة فِي مَعْصِيَته ثمَّ لَا تطلب الْأنس بِطَاعَتِهِ ، والْحَدِيث عَنهُ ثمَّ لَا تشتاق إِلَى انْشِرَاح الصَّدْر بِذكرِهِ ومناجاته ، وَأَن تذوق الْعَذَاب عِنْد تعلق الْقلب بِغَيْرِهِ وَلَا تهرب مِنْهُ إِلَى نعيم الإقبال عَلَيْهِ والإنابة إِلَيْهِ ، وأعجب من هَذَا علمك أَنَّك لابد لَك مِنْهُ وَأَنَّك أحْوج شَيْء إِلَيْهِ وَأَنت عَنهُ معرض وَفِيمَا يبعدك عَنهُ رَاغِب”.
وفي سياقٍ متصل ، تطرق البرنامج إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه قال : “يا أبا هريرةَ كن ورعًا تكن أعبدَ الناسِ وكن قنعًا تكن أشكرَ الناسِ وأحبَّ للناسِ ما تحبُّ لنفسِك تكن مؤمنًا وأحسِنْ جوارَ من جاورَك تكن مسلمًا”.
وأوضح البرنامج أن الورع هو اجتناب الشبهات؛ خوْفًا من الوقوع في المحرمات، فعلى كل مسلم أن يعبد الله على حق ؛ لأنه يلزم من ترك المحارم فعل الفرائض، وأن يرضى بما أعطاه الله من رزق، ولا يأسف على ما فاتَه من الدنيا ، فالكون يسير بحكمته سبحانه، فمن يفعل ذلك يملأ الله قلبه، ويديه غِنًى؛ والغنى غنى النفس، وعليه أيضا أن يتمنى لغيره حصول الخير ، واجتناب الشر، كما يتمناه لنفسه وأهله ، فهذا علامة على رقي الإيمان في قلبه ، وينبغي عليه كذلك أن يكون محسنًا ، وأن يفعل ما يستطيع من الخير لكل من جاوره، سواء في المنزل أو العمل، أو في السفر، أو غير ذلك، فهذه من علامات إسلام العبد.
يذاع برنامج ( قطوف من حدائق الإيمان) يوميًا عبر أثير إذاعة القرآن الكريم ، تقديم الإذاعي السيد صالح .
لمتابعة البث المباشر لإذاعة القرآن الكريم .. اضغط هنا