أستاذة علم الاجتماع توصي بتفادي الصراع في العلاقة بين الآباء والأبناء

قالت الدكتورة هالة منصور أستاذة علم الاجتماع جامعة عين شمس إن ثقافة
الاعتذار أمر شديد الأهمية، ويجب أن تمارس من الجميع سواء من الصغير للكبير
أو العكس، فالإنسان عندما يخطئ عليه أن يبادر بالاعتذار؛ مشددة على أن الآباء
يمثلون قدوة لأبنائهم، وإذا أرادوا تعليمهم ثقافة الاعتذار يجب عليهم البدء بذلك.
وأضافت أستاذة علم الاجتماع خلال اتصال هاتفي في برنامج (من الناس للناس)
أن الاعتذار ليس بالضرورة بقول كلمة ” أسف” حيث أن هناك طرق مختلفة
للاعتذار، موضحةً أنه يجب تعلم سياسة الاعتذار، وأن الاعتذار ليس بكلمة؛ لأنها في
بعض الأحيان تكون بلا قيمة حيث يتكرر الخطأ مرة أخرى، موضحة أن هناك فرق بين “الاعتراف بالخطأ” و”الإعلان عن الخطأ”، فالأول يكون بين الإنسان ونفسه، ويتطلب التعرف عليها داخليًا وعدم التمادي، بينما الثاني يكون أمام الآخرين، مشيرة إلى أهمية أن تبدأ عملية التصحيح من داخل النفس، وأن الفروق بين الأجيال تؤدي لاختلاف في رؤية الأمور، لذلك يجب تجنب “الندية” في العلاقة بين الآباء والأبناء، وعلى كل طرف أن يراعي الآخر.
وأشارت منصور إلى أهمية تعليم الأبناء أن الاحترام المتبادل هو الأساس في
علاقتهم بالآباء، والمعلمين، وكل من يكبرهم سنًا، مؤكدة أن أسوأ ما قد يفعله الأب
أو الأم هو الحديث عن عيوب الأبناء أمام الآخرين، لأن ذلك يؤدي إلى تمادي
الأبناء، مؤكدة أهمية احترام خصوصية الأبناء داخل الأسرة وأن الأم يجب أن تمنح أبناءها شعورًا بالأمان والخصوصية، حتى وإن أخبرت الأب بشيء، يجب ألا يشعر الأبناء بأن أسرارهم تُفشى، بل يشعرون أن الأم تحترمهم وتحافظ عليهم.
وأضافت أن العقوبات يجب أن تكون نسبية، فهناك طفل قد يتأثر من حزن الأم،
وآخر من نظرة، وثالث بالكلام، ولذلك من الضروري معرفة أسلوب العقاب
المناسب لكل طفل، ليتعلم من خطئه، محذرة في الوقت نفسه من العقاب البدني،
خاصة في مرحلة المراهقة، لما له من تأثير سلبي على التكوين النفسي والشخصي
للمراهق، مختتمة حديثها بأن إعادة ترسيخ القيم والأخلاق في المجتمع ضرورة من خلال خطاب ديني مستنير، وإعلام داعم للقيم الإيجابية،ودراما هادفة، وخطاب ثقافي محترم، مؤكدة أن كل وسيلة تصل للناس يجب أن تسهم في تعزيز المبادئ والأخلاق.
يُذاع برنامج (من الناس للناس) عبر أثير شبكة البرنامج العام، من تقديم الإذاعية أمل مصطفى.