سعود الحريري يكتب: “ميلان… محطة الإبداع الأخيرة”

سعود الحريري يكتب: “ميلان… محطة الإبداع الأخيرة”

 

 

عندما تسمع لقب “الأمير”، يتبادر إلى ذهنك تلقائيًا لوكا مودريتش، ناثر السحر في أرجاء “سانتياغو برنابيو”. هو من علّمنا أن العزف لا يقتصر على الآلات الموسيقية، بل هناك من يعزف بأقدامه، فيجعلك تشاهد الموسيقى ولا تسمعها. خالف قوانين الجاذبية، وجعلنا نشكك في علماء الفيزياء بسبب ما شاهدنا من إبداعه!
لكن، انتهى وقته في مدريد. توقف عن العزف بأقدامه هناك. آخر رحلة له مع ريال مدريد كانت في أمريكا، لكنها لم تكن تليق به. لقد أصبح أسير الدكة، والوقت الذي يُمنح له لا يكفي ليعزف مقطوعة تجعلنا منسجمين مع الموسيقى!
ومع ذلك، لم ينتهِ مودريتش. لم يذهب إلى أمريكا ليستريح، بل سافر إلى إيطاليا: ليس ليتذوق الإسبريسو أو الباستا أو البيتزا، بل ليعيد أمجاد ميلان، وليسرق الأنظار في “سان سيرو”. اختار رقمًا جديدًا مع إيه سي ميلان، ليس الرقم المفضل له، لكنه سيجعل هذا الرقم خالدًا في عقول مشجعي ميلان. إنه رقم من يكتب المجد، عازف الكمان بأقدامه، مايسترو الفرقة. إيطاليا كلها تنتظر، ونحن معهم ننتظر الجمال!