دراسة أسترالية: استهلاك البيض لا يؤثر على زيادة مستويات الكوليسترول الضار

لندن-راي اليوم
لطالما كان البيض في دائرة الجدل الصحي بسبب احتوائه على نسبة من الكوليسترول الغذائي، ما دفع البعض إلى الابتعاد عنه خوفاً من تأثيره على القلب وزيادة الكوليسترول الضار. ولكن دراسة أسترالية حديثة قلبت هذه المفاهيم رأساً على عقب، مؤكدة أن البيض ليس هو المذنب الحقيقي، بل الدهون المشبعة المصاحبة له في النظام الغذائي.
البيض.. كنز غذائي تحت الشبهات
يعد البيض من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، حيث يحتوي على بروتين عالي الجودة، إضافة إلى فيتامينات مثل فيتامين “د” ومعادن كالفوسفور والسيلينيوم. ورغم هذه القيمة الغذائية، ظل موضع نقاش في الأوساط الطبية لسنوات طويلة بسبب محتواه من الكوليسترول.
دراسة أسترالية تقلب الموازين
الدراسة التي أُجريت في جامعة جنوب أستراليا، ونُشرت في مجلة American Journal of Clinical Nutrition، أثبتت أن تناول البيض – حتى بمعدل بيضتين يومياً – لا يرفع مستويات الكوليسترول الضار، بل قد يساعد على خفضها، إذا تم ضمن نظام غذائي منخفض الدهون المشبعة.
وشارك في الدراسة 61 شخصاً بالغاً، جميعهم كانوا يتمتعون بمستويات كوليسترول ضار طبيعية في بداية التجربة، وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات اتبعت أنظمة غذائية مختلفة لمدة 5 أسابيع:
نظام غذائي عالي الكوليسترول ومنخفض الدهون المشبعة (مع بيضتين يومياً).
نظام منخفض الكوليسترول وعالي الدهون المشبعة (دون بيض).
نظام تحكم عالي الكوليسترول وعالي الدهون المشبعة (مع بيضة واحدة أسبوعياً).
النتائج: ليس البيض.. بل الدهون المشبعة!
أظهرت النتائج أن النظام الذي تضمّن بيضتين يومياً في إطار منخفض الدهون المشبعة ساعد على خفض الكوليسترول الضار. بينما لم يظهر النظام عالي الدهون المشبعة بدون البيض أي فائدة، مما يؤكد أن المشكلة ليست في الكوليسترول الموجود في الطعام، بل في الدهون المشبعة التي ترافقه.
إعادة النظر في سمعة البيض
علق الباحث الرئيسي للدراسة، البروفيسور جون باكلي، قائلاً:
“لقد آن الأوان لإعادة النظر في السمعة التي لحقت بالبيض بناءً على نصائح قديمة. البيض غني بالكوليسترول، نعم، لكنه منخفض في الدهون المشبعة، وقد أظهرنا أدلة قاطعة على أنه لا يسبب ضرراً عند استهلاكه باعتدال ضمن نظام غذائي صحي.”
وأضاف: “إذا كنت تفكر في وجبة إفطار صحية، فلا داعي للقلق من البيض، بل راقب الدهون الأخرى مثل اللحم المقدد والسجق التي عادةً ما ترافقه.
البيض ليس العدو، بل العادات الغذائية المرافقة له هي ما يستحق القلق. ومع الأدلة الجديدة، يمكن لعشاق البيض تنفس الصعداء وتناوله كجزء من نظام متوازن، دون الخوف من ضرره على القلب، طالما تم تجنّب الدهون المشبعة الزائدة.