غموض سياسي واقتصادي يعيق تداول البيتكوين في ظل انسحاب المستثمرين من صناديق ETF

غموض سياسي واقتصادي يعيق تداول البيتكوين في ظل انسحاب المستثمرين من صناديق ETF

يشهد سوق البيتكوين حالة من الترقب والحذر، حيث يتحرك السعر ضمن نطاق ضيق عقب موجة صعود قوية الأسبوع الماضي.

ويأتي هذا التباطؤ في ظل انتظار المستثمرين لتطورات اقتصادية وسياسية مفصلية في الولايات المتحدة قد تكون لها تأثيرات مباشرة على الأسواق المالية، وفي مقدمتها العملات الرقمية.

ومن أبرز العوامل التي تزيد حالة الضبابية، اقتراب الموعد النهائي لاعتماد مشروع قانون الموازنة الأمريكي المثير للجدل، الذي يحمل اسم “القانون الجميل الكبير” (One Big Beautiful Bill)، والمدفوع من قبل الرئيس دونالد ترامب.

وقد أُقرّ المشروع بصعوبة في مجلس الشيوخ، وينتظر حالياً تصويت مجلس النواب، وسط مخاوف من عودة التوترات التجارية مع اقتراب انتهاء تعليق الرسوم الجمركية في 9 يوليو.

انعكست هذه الأجواء الحذرة في أداء صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين (ETF)، والتي سجلت يوم الثلاثاء أكبر تدفقات خارجة منذ منتصف يونيو، بقيمة تجاوزت 340 مليون دولار، منهية بذلك موجة من التدفقات الإيجابية استمرت 15 يوماً.

في المقابل، ورغم التراجع في حجم التداول، سجل سعر البيتكوين ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 1.2% ليصل إلى 107,800 دولار في تمام الساعة 12:29 بتوقيت غرينتش على منصة “كوين ماركت كاب”.

وأكد تقرير حديث لشركة K33 أن تقلبات البيتكوين الأسبوعية تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر 2023، حيث بلغت نسبة التقلب خلال سبعة أيام 0.79% فقط.

ويعكس هذا الانخفاض الحاد في التذبذب ميلاً واضحاً بين المتداولين لتقليص المخاطر وانتظار اتضاح الرؤية.

وكانت موجة الصعود الأخيرة للعملة الرقمية قد انطلقت بفعل الأنباء حول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ما عزز الإقبال على الأصول عالية المخاطر، إلا أن هذه المكاسب تلاشت سريعاً مع عودة التوترات السياسية وتزايد المخاوف بشأن مستقبل السياسة المالية والتجارية في الولايات المتحدة.

ويُتوقع أن تُفاقم عطلة يوم الاستقلال الأمريكي في 4 يوليو من ضعف السيولة في الأسواق، مما قد يزيد من حالة عدم الاستقرار.

كما ينتظر المستثمرون صدور بيانات أمريكية حاسمة هذا الأسبوع، أبرزها تقرير الوظائف في القطاع غير الزراعي، الذي سيكون له دور محوري في تحديد توقعات السوق بشأن اتجاه أسعار الفائدة.

في ظل هذه المعطيات، تبقى تحركات البيتكوين رهينة لتقلبات السياسة الأمريكية، ومناخ اقتصادي دولي لا يخلو من المفاجآت.