سيمون تعبر عن مشاعرها تجاه الأصدقاء بعبارات مؤثرة: “لن أنسى الصديق شوقي طنطاوي… أسال الله أن يرحمه”

سيمون تعبر عن مشاعرها تجاه الأصدقاء بعبارات مؤثرة: “لن أنسى الصديق شوقي طنطاوي… أسال الله أن يرحمه”

 

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر

في لحظة من اللحظات اللي بتوقف فيها الحياة شوي، ليتسلل الحنين، ويقعد بينا وبين ذاكرتنا، اختارت النجمة المحبوبة سيمون أن تفتح باب الذكرى على مصراعيه، وتنشر عبر حسابها الشخصي منشورًا صادقًا بمضمونه، مؤثرًا بنبرته، وبسيطًا بكلماته، ولكنّه عميق جدًا، بيحمل بين سطوره وفاء قلّ نظيره، وفاء من زمن ما بقا يشبه أيامنا، وفاء لمن أحببناهم وعملوا بصمت، وتركوا بصمة ما بتنمحى. قالت سيمون: “الذكرى السنوية للصديق الفنان شوقي طنطاوي… الله يرحمه”، وأضافت وسمًا صادقًا: لا_أنسي_الأصلاء، وكأنها عم تقول لكل الدني: في ناس ما بتتكرّر، ولا بتتنسى.

هالمنشور القصير، فتح نوافذ على الماضي، وذكّرنا إنه النجومية مش دايمًا بالأضواء، أوقات بتكون النجومية بالجوهر، بالأخلاق، بالإخلاص، وبالرفقة الطيبة. شوقي طنطاوي، هيدا الفنان اللي رافق أجيال وضحّك ملايين من خلال حضوره القريب للقلب، كان رفيق درب، وكان إنسان مش بس على الشاشة، بل بالحياة كمان. وسيمون، بإحساسها العالي، رفضت إنه تمرّ الذكرى هيك مرور الكرام، وقالت بكلماتها البسيطة كل شي… قالت الوفا، والحب، والتقدير، والاشتياق، من دون استعراض ولا بهرجة، من دون كلام منمّق، ومن دون تصنّع.

وفي زمن، عم يركض بسرعة، وعم تنسى الناس بعضها، منشور مثل منشور سيمون بيجي متل “جرس تنبيه”، بيقلنا إنّه الأصلاء ما بينطفوا، وإنّه العلاقات الإنسانية النقية بعدا موجودة، ولو كانت قليلة. منشور، ما فيه مواعظ ولا خطب، بس فيه نُبل، وصدق، ودمعة معلّقة بعين كل إنسان بعده عنده قلب ما غيّرتو المظاهر.

وفي الحديث عن الفنان شوقي طنطاوي، منقدر نقول بكل ثقة، إنّه كان واحد من الوجوه اللي رافقت الشاشة المصرية بعفويّتها، بضحكتها، بحضورها المتواضع، والرهيف، وكان له تأثير كبير، حتى لو كان دايمًا بيشتغل من “الصفوف الخلفية”. ما كان محتاج بطولة مطلقة ليخلّد محبة الناس، كان يكفي يمرّ مشهده، ليضحك الكل، ويقولوا: “آه، هوّي! نحنا منحبّو!”، وها المحبة هيدي، هيّي اللي بتضل، وبتعيش، وهيّي اللي خلّت سيمون تكتب بعد سنين: “الله يرحمه”، وكأنها بعدها مش مصدّقة إنّه راح.

وما بيخفى على حدا، إنه النجمة سيمون، رغم قلّة ظهورها على الساحة الفنية بهالفترة، بعدا عندها هالطاقة الروحية المختلفة، بعدا وفيّة، ومثقّفة، وإنسانية، وبتعرف تختار كلماتها مش بس كمطربة أو ممثلة، بل كإنسانة عندها إحساس وذاكرة. والهاشتاغ اللي أضافتو “لا_أنسي_الأصلاء”، مش بس وسم، هيدا موقف. هيدا مبدأ. لأنّه بهالدنيا اللي صارت سريعة لدرجة إنه الناس عم تنسى بعضها، سيمون بتقول: لا. في ناس ما بتتنسى، في ناس بينطبعوا بالذاكرة متل العطر الحلو، متل الموقف النبيل، متل الكلمة الطيبة.

ما في أجمل من إنو فنان يذكر فنان، مو بس لمجرد المجاملة، ولا بداعي الذكرى، بل لأنّه فعلاً بيحمللو معزّة. وسيمون، أثبتت بمنشورها إنّه العلاقة بين الفنانين مش دايمًا منافسة، ولا استعراض، فيّا تكون حب، صداقة، وفاء، ونُبل، وهيدا اللي صار، وهيدا اللي بيخلي الفن الحقيقي يضلّ عايش، لأنّه مبني على بشر عندن مشاعر.

وفي النهاية، منقدر نقول بكل حب، إنه منشور سيمون ما كان مجرّد ذكرى، بل كان تحية، وكان صلاة صغيرة نابعة من القلب، وصرخة وفاء بكل ضمير، ودرس لكل حدا نسي رفقاتو، أو اعتبر إنّه الذكرى ما إلها محل. شوقي طنطاوي رحل بجسده، بس بقي بنفوس كتير ناس، منهم سيمون، اللي غلّفت ذكراه بمحبة، وصلاة، ودمعة، وقالت بصوت الذاكرة: “الله يرحمه”. وفعلاً، الأصلاء لا يُنسَون.

ظهرت المقالة سيمون تستذكر الأصلاء بكلمات من القلب: “لا أنسى الصديق شوقي طنطاوي… الله يرحمه” أولاً على جريدة الصوت المصرية.