تلاعب الخلايا النائمة في شركة الكهرباء هو سبب الكوارث.

ناصر الشرقي

في خضم الحوادث المتكررة التي نراها ونسمع عنها يوميًا من حرائق في الشقق والمحال والمباني العامة يتساءل كثيرون ما السبب هل هي صدفة هل هي مجرد ماس كهربائي تقليدي أم أن هناك خطرًا أكبر يتسلل بصمت إلى داخل منازلنا دون أن نراه والحقيقة الصادمة هي أن السبب الأساسي والرئيسي لمعظم الحرائق التي تقع هذه الأيام في مصر هو الجهد الكهربائي الضعيف أو غير المستقر
فحين يضعف الجهد الكهربائي أو يحدث تلاعب في مستواه فإن الأجهزة الكهربائية لا تتوقف عن العمل كما يظن البعض بل تبدأ في سحب تيار أعلى لتعويض النقص ونتيجة لذلك ترتفع درجة حرارتها بشكل غير طبيعي هذا الارتفاع في الحرارة لا يُرى في اللحظة الأولى لكنه يعمل بصمت حتى تنصهر الأسلاك الداخلية أو تنفجر الدوائر فتشتعل النيران
لمبات الليد التي نحسبها آمنة تبدأ بالتسخين وتذوب تدريجيًا وتتحول إلى مصدر اشتعال شواحن الهواتف المحمولة خاصة الرديئة منها تتحول إلى شرارات متطايرة سخانات المياه والمراوح والتكييفات والمولدات كلها تصبح قنابل موقوتة في ظل جهد كهربائي غير سليم
وهذا لا يحدث في المنازل فقط بل يمتد إلى المحال التجارية والمخازن والمصانع الصغيرة وحتى المؤسسات الكبرى وقد يكون ما حدث في سنترال رمسيس مثالًا صارخًا لحالة من هذا النوع حيث يُحتمل أن يكون الجهد الكهربائي غير المستقر أحد العوامل التي ساهمت في وقوع الكارثة
الجهد الضعيف ليس مجرد نور بيقطع وييجي بل هو خطر حقيقي يتلف الأجهزة ويحرق الأسلاك من الداخل ويهدد حياة الناس دون سابق إنذار
والأخطر من ذلك أن كثيرًا من الناس لا يدركون أن مصدر الخطر موجود داخل بيوتهم حتى تقع الكارثة وعندما يبدأ الدخان في التصاعد ويشتعل الحريق يظنون أنه حادث عرضي بينما الحقيقة أن الخطر كان يتراكم منذ أيام أو حتى أسابيع
وهنا لا بد من طرح السؤال الأهم أين دور شركات الكهرباء ولماذا لا يتم مراقبة الجهد الكهربائي المرسل إلى كل منطقة بشكل دقيق ولماذا لا توجد تحركات استباقية لحماية المواطنين من هذا الخطر الصامت
ومن هنا نوجّه نداءً واضحًا إلى الجهات المعنية كافة وفي مقدمتها جهاز الأمن الوطني لفتح ملف التلاعب في الجهد الكهربائي بشكل جاد باعتباره قضية أمن قومي تهدد الاستقرار العام وسلامة الأرواح والممتلكات
كما نطالب بـ تفعيل الرقابة الفنية الدورية على مست

ظهرت المقالة التلاعب من الخلايا الخفية أو النائمة في شركة الكهرباء هي من تسبب الكوارث أولاً على جريدة الصوت المصرية.