تلاوة آية الكرسي قبل النوم

تلاوة آية الكرسي قبل النوم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن السحر وأنواعه وما يقوم به العبد حتي يتخلص منه، وإن من أسباب الحفظ والوقاية من السحر أو العين أو غيرها هو قراءة آية الكرسي عند النوم، وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قرأها إذا أوى إلى فراشه، فإنه لا يزال عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح” وكما أن من أسباب الحفظ والوقاية من السحر أو العين أو غيرها هو إمساك الصبيان ساعة الغروب، وروى البخاري ومسلم من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ.

فإذا ذهبت ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ” وكما أن من أسباب الحفظ والوقاية من السحر أو العين أو غيرها هو تطهير البيت من الصلبان والتماثيل وصور ذوات الأرواح والكلاب، وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة ” وفي رواية ” تماثيل ” وتطهيره من آلات اللهو والمعازف فإن الغناء مزمار الشيطان، وقال الإمام إبن القيم رحمه الله ولقد مرّ بي وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بها أي الفاتحة آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الإنتفاع.

ومن السور التي يرقى بها الفاتحة والمعوذتان وآية الكرسي، ومن الأدعية المأثورة قوله صلى الله عليه وسلم ” اللهم رب الناس، أذهب الباس، اشفه وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما ” ومنها قوله صلى الله عليه وسلم للمريض ” ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل باسم الله ثلاثا، وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر” واعلموا يرحمكم الله أن الإسلام جاء بتطهير الباطن والظاهر، وكثير منا في غفلة عن أمراض القلوب، المحبطة للأعمال، المهلكة للحسنات، الجالبة للعنات، إن الحسد له أثره العظيم، فيقول رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ” دب إليكم داء الأمم الحسد والبغضاء، وهي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين” رواه الترمذي وأحمد، فيا عباد الله إن الحسد ناتج عن البغضاء، وسبب لها.

وهو ينافي أصل الأخوة الإيمانية، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” متفق عليه، وإن للحسد دواعي عدة منها بغض المحسود فلا يسر بالنعمة له، ومنها البخل بالنعم والتحسر لرؤيتها لغيره، والفائدة العظمى أن يتمنى المرء من الخير ما شاء، دون أن يتعرض لإخوانه المؤمنين، ولكنه خبث القلوب، وشح النفوس وهي طبيعة ينميها البعد عن الله تعالى، إن الحسد مركوز في النفوس، وقال الحسن البصري رحمه الله ما خلا جسد من حسد، ولكن المؤمن يربيه الإيمان ويدفعه بالتقوى، وهذا علاج الحسد خوف الله تعالى، والإعتقاد بأن الحسد من الكبائر الموبقات، ومن أقبح السيئات، وأنه يغضب الرب سبحانه وتعالى، وأنه إعتراض على قضاء الله تعالى.