الوقت قد فات

دراما اجتماعية متكاملة الأركان مسلسل “فات الميعاد” الذي تصدر الترند منذ أولى حلقاته المسلسل الذي تميز تتره بأغنية “أم كلثوم” فات الميعاد.
المسلسل تميز بالأداء الرائع لابطاله وسأتحدث عن هذا لاحقا وإلى جانب القضية الاجتماعية التي يناقشها المسلسل إلا أنه تطرق إلى موضوع غاية في الأهمية، وهي كفالة الاطفال من دور الأيتام المسلسل في بنائه وطرحه لمشاكل العلاقات الزوجية تناول ببراعة علاقة معتصم وسارة والتي يقدمها الفنان أحمد صفوت والفنانة ولاء الشريف لزوج وزوجه يعانان من مشاكل في الانجاب ويطرح الزوج فكرة التبني وبالفعل يبدؤون في تبني طفل في ظل وجود شكوك لدي الزوجه علي الرغم من موافقتها على القرار و المفارقة أن حياتهما لا تسير بالشكل الطبيعي ويقرران الانفصال وهنا تبرز عظمه العمل وعن مصير الطفل نري ان الزوج يطلب من الزوجه تأجيل اعلان الانفصال واتمامه لحين الانتهاء من إجراءات الكفالة ومشهد الزوج الذي أكد أنه ملتزم بقرار تكفل الطفل وحده وإنها ليس عليها ايه التزامات تجاهه وهو الاقتراح الذي رفضته الزوجه بل كانت في اوج سعادتها وهي تأخذه معه.اثناء هذا المشهد تذكرت قصتين حدثتا بالفعل عن التبني وإحداهما شديدة القسوة والآخري منتهي الرحمه وهي ان زوجين لم ينجبا لمدة اعتقد كانت تزيد على خمس سنوات وقررا التبني وقبل انتهاء الإجراءات تكتشف الزوجه انها حامل فكيف تصرفت استكملوا الاجراءات ومنتهي الرحمة بالطفل ويعدونه فعلا ابنهم. أما على العكس قصة موجعة خرجت وقتها المشرفه علي الدار وهي تبكي بحرقه واتذكر انها كانت طفلة تم تبنيها لمدة تقريبا ثلاث سنوات وبعدها حملت الزوجة فبعد ان كافأهم الله فما كان منهم الا انهم اعادوا المتبني للدار وكانت صدمه للمشرفة والمتبني منتهي القسوة بعد تقديم البيت والرعاية نستخدم المتبني كدمية لنلعب بها لفترة ثم نهملها وتلك النقطة طرحها مسلسل “لام شمسية” في قصة أحد الأبطال الذي قدمها الفنان طه الدسوقي وطرح على لسان البطل تسأل ماذا فعلت وليه خدوني وكان مشهده وهو يذهب للبيت و ينظر اليهم الاب والام و الابن الذي انجبوه وبعدها أعادوه للدار و مشهد مواجهته للاب مؤلم بشدة.تلك النقطة لم يتوقف إليها الكثير وكان الاكثر اهتماما في الترند هو علاقه بسمة ومسعد والذي يقدمها أحمد مجدي وأسماء أبواليزيد، وبالفعل القصه مهمه وتوضح الكثير من الابعاد وخبايا النفس البشرية وتقدم بواقعيه شديدة لكن أكثر ما جذبني قصة الطفل مصطفى المتبني وكيفيه التعامل معه واستقباله من الجميع حتي الجد الذي كان يتمنى ان يرى احفادا من ابنه من صلبه لكنه كان شديد الحب والتعلق هو وأبناؤه بالطفل. ومن فكرة التبني وأهميتها اريد ان اشير إلى عدة نقاط في هذا المسلسل من حيث التمثيل المفاجأة كانت لأحمد مجدي الذي ابرز مهارات شديدة البراعة للعديد من المشاهد أعتقد أننا نراها لأول مرة وقدم شخصية مسعد ببراعة متناهية وبالطبع وكعادتها لكنها تفوقت هذه المره علي نفسها أيضا الفنانة القديرة سلوى محمد علي والتي تقدم دور “عبلة” والده مسعدالمسلسل طرح وفند بقوه الاختيار علي اسس خاطئة و تبعاته وكواليس النفس البشرية اشار الي اهميه التوافق الاجتماعي و التعليمي والبيئه التي يخرج منها كل طرف.فنرى بسمة متعلمة واعية تخرج من بيت متعلم و مثقف بيت هادئ و علي العكس تماما مسعد وولدته التي دائما تتشدق بالأصول التي لا تعي عنها شيئا فمستعد اقل تعليما ووالدته تنحدر من بيئه اجتماعية ذات خلفيه مختلفه تماما عن بيئة بسمة.شخصية مسعد راجل مهزوز متردد الشخصيه والقيم الاجتماعية والاخلاقية لديه وعائلته تختلف عن عائلة بسمة التي تضع في مقدمتهاالاحترام و الامان و الخصوصية انما عائلة مسعد بعيده كل البعد اول قيمها هي الاستغلال بالعاطفه ان لم تنفع يكشر عن انيابه وتظهرعقده جليه لديه ولدي امه ظهرت عقد مسعد جلية في مشهدين مع الطالب الذي يشعر بالضيق من اسلوب والده معه بالشدة بسبب عدم اهتمامه بتعليمه وهنا ظهر اول عقد النقص لدى مسعد والتي يعكسها على بسمة انه تمني ان والده فعل ما فعل معه وخاصه عندما يذهب لطلب الزواج يشعر بالفخر وهنا ظهرت عقدة مسعد تجاه بسمة.والمشهد الثاني تظهر والدته مسعد “علبة” هي ما زالت تمارس حيلها فبعد الحكم لبسمه بالطلاق نجد عبله تقوله “مكنتش ليك من الأول مدلعه ومتعرفش يعني إيه راجلها “لتنكشف عقده مسعد الثانيه عندما انفجر فيها قائلا “زي ما عملتي مع ما ابويا في مرضه “كانت بتسخر منه وتقل منه وتسيطر علي الوضع وهنا عبلة كعادتها وألاعيبها التي تقلب الوضع وتقول “شقايا عندك يا رب” لتعود بأساليب المسكنة فتارة تبتزهم بالأموال والأخرى بالمشاعرامراض وعقد مسعد التي لم تسلم منها بسمة وقت الانفصال التي طالبت به بهدوء والتي تقابلها وقال “عندك المحاكم” تلك النقاط وما فيها من تفاصيل و دهاليز قدمها المسلسل ببراعة شديدة ولا يزال الجمهور ينتظر الحلقه بعد الأخرى ليري نهايه القصه التي تفاعل معها بشدة رود مواقع التواصل الاجتماعي وضحت صفحاته و خاصه النساء بتفاصيل كل حلقة وكيف أن المسلسل بمشاهده والحوار شديدة الواقعية ماعدا شخصيتين تمنى الجمهور وجودهما بشده في الواقع وهي أخت مسعد التي لم تساعدهم فيما يقومون بل عندما ترى ابنة أخيها تقول لها “تعالي لخالتك” لتتبرأ من فعله اخيها وأمه والثانية “السلفة“ زوجه اخر مسعد وهي قريبة مسعد “بنت خالته” والتي انصفت وشهدت بالحق بالمحكمة ولولاها لم تكن بسمة تحصل على الطلاق ولا جهازها بل وغامرت وصورت لها الجهاز بالكامل و ذهبت الي بيت أهلها وهنا تبرز شخصية أخو مسعد والذي يقدمها الفنان احمد رزق ببراعة أيضا وهو اذكي من اخيه يعرف أن يزن الأمور ويحافظ على بيته تجده على الرغم من تجاربه ومحاولاته للعمل وخبثه أحيانا فإنه أب جيد دائم اللعب من بناته ومع ما قامت به زوجته ذهب إليها وحاول يحتوي الموقف وفي المقابل يعي كيف يتعامل مع أمه ولا يقبل منها. التشديد على زوجته وفي حديث بينه وبين زوجته قال لها “أنا مش مسعد”.مسلسل درامي يحمل قضية مهمة ويقدمها بشكل سلسل وواقعي في النهاية تحية للقائمين على العمل.