تقلص فرص إنقاذ الناجين بعد الزلزال الكارثي في أفغانستان

تقلص فرص إنقاذ الناجين بعد الزلزال الكارثي في أفغانستان

تلاشت الآمال في العثور على ناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب أفغانستان وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، بينما يواجه الناجون أوضاعًا إنسانية صعبة.

وبعد الزلزال الذي ضرب شرق أفغانستان ليل الأحد – الإثنين بقوة 6 درجات موقعًا أكثر من 1400 قتيل و3100 جريح، وقع زلزال ثانٍ بقوة 5.2 درجات مساء الثلاثاء في الولايات المحاذية لباكستان، مثيرًا الذعر مجددًا بين آلاف العائلات، وفق وكالة «فرانس برس».

وفي منطقة نورغال في كونار، ما زال عدد من السكان تحت الأنقاض ويصعب الوصول إليهم لانتشالهم، فيما يتعذر الوصول إلى بعض القرى والبلدات بسبب انزلاقات التربة.

أنقذوا الأطفال
وذكرت منظمة «أنقذوا الأطفال» التي تتخذ من لندن مقرًا لها أن «عناصر إحدى فرقها اضطروا لقطع مسافة 20 كيلو مترًا حاملين معدات طبية على ظهورهم من أجل الوصول إلى قرية معزولة عن العالم بسبب انهيارات أرضية».

ونظمت وزارة الدفاع خلال يومين 155 رحلة مروحيات لإجلاء حوالي ألفي جريح وأقربائهم إلى مستشفيات في المنطقة.

ولم تعلن سلطات طالبان في اليومين الماضيين أي خطة لما بعد الزلزال، سواء بالنسبة للمساعدات المالية للمنكوبين أو لاستراتيجية إيواء الذين تشردوا، أو إعادة الإعمار على المدى البعيد.

– زلزال ثانٍ بقوة 5.2 درجات يضرب شرق أفغانستان
– الأمم المتحدة: زلزال أفغانستان قد يؤثر على مئات آلاف الأشخاص
– حصيلة الزلزال في أفغانستان تتجاوز 1400 قتيل

وقال مساعد الناطق باسم الحكومة الأفغانية حمد الله فطرة: «إن مخيمًا أقيم في منطقة خاص كونار لتخزين لوازم الطوارئ، فيما فتح مركزان آخران قرب مركز الزلزال من أجل إدارة نقل الجرحى ودفن الشهداء وعمليات الإغاثة للناجين».

مخاطر تفشي الأوبئة
إلى ذلك، حذرت منظمة لأمم المتحدة من مخاطر ظهور أوبئة «بين النازحين الذين هم بالأساس فئات هشة»، حيث تعاني أفغانستان التي لا يعترف بسلطاتها سوى موسكو، من الاقتطاعات الأخيرة في المساعدة الإنسانية الدولية، وخصوصًا الأميركية.

وأطلقت الأمم المتحدة حملات لجمع التبرعات ورصدت مبلغًا أوليًا قدره خمسة ملايين دولار من صندوق الأمم المتحدة العالمي للاستجابة الطارئة لمساعدة المناطق المنكوبة.

لكن منظمات غير حكومية تنشط على الأرض تؤكد أن عملياتها تعاني مباشرة من تخفيض ميزانيات المساعدات الدولية. وأفادت منظمة الصحة العالمية مساء الثلاثاء أنها بحاجة إلى ثلاثة ملايين دولار للاستجابة للوضع الطارئ.

سلسلة زلازل متكررة
وتتعرض أفغانستان بشكل متكرر للزلازل، خصوصًا في سلسلة جبال هندوكوش، قرب تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية التي تمثل 15% من الطاقة الزلزالية في العالم.

ويقول براين بابتي عالم الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية: «منذ العام 1900، شهد شمال شرق أفغانستان 12 زلزالًا بقوة تجاوزت سبع درجات».

وفي أكتوبر من العام 2023، ضرب زلزال بلغت شدته 6.3 درجات، تبعته سلسلة من الهزات الارتدادية القوية، ولاية هرات في غرب أفغانستان، ما أدى لمقتل أكثر من 1500 شخص وتدمير -أو إلحاق أضرار- بأكثر من 63 ألف منزل، وفق تقديرات الأمم المتحدة.