إعادة افتتاح مسجد-كاتدرائية قرطبة بعد تعرضه لحريق

أعاد مسجد-كاتدرائية قرطبة الشهير في جنوب إسبانيا فتح أبوابه اليوم السبت، بعد ساعات من حريق اندلع فيه مساء أمس، وتمكنت عناصر الإطفاء من إخماده بسرعة.
وقال ميغيل سانتياغو الناطق باسم مسجد-كاتدرائية قرطبة: «تمكنت عناصر الإطفاء من إخماد النيران بسرعة، لكن المنطقة التي نشب فيها الحريق ما تزال مغلقة»، حسب تصريحاته إلى وكالة «فرانس برس».
«مكنسة ميكانيكية وراء اندلاع الحريق»
اندلع الحريق في الجهة الشرقية القصوى من قسم المصلّى، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 13 قرنا وارتبط تأسيسه باسم مؤسس الدولة الأموية في الأندلس عبد الرحمن الداخل، حيث توجد مصليات تعود إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر، ما أثار مخاوف بشأن هذه التحفة المعمارية التي تعود إلى العصور الوسطى.
وأفادت وسائل إعلام إسبانية بأن مكنسة ميكانيكية احترقت في الموقع، ما أدى إلى اندلاع النيران.
«ذكريات حريق كاتدرائية نوتردام تعود إلى الأذهان»
وأظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها النيران وهي تتصاعد من داخل ذلك الصرح الديني والسياحي المدرج في قائمة التراث العالمي لـ«يونسكو»، الذي يزوره نحو مليوني شخص سنويا.
– كاتدرائية «نوتردام» تستقطب أكثر من 6 ملايين زائر منذ إعادة فتحها
– انتهاء ترميم الهيكل الخشبي لقبّة الجوقة في كاتدرائية «نوتردام دو باري»
– كنيسة نوتردام الباريسية ستزود نظاما مضادا للحرائق لا مثيل له بفرنسا
وأعاد الحريق إلى الأذهان حريقا آخر اندلع في العام 2019 في كاتدرائية نوتردام في باريس.
بدوره، أوضح رئيس بلدية قرطبة، خوسيه ماريا بيليدو، عبر منصة «إكس»: «لحسن الحظ، حال التدخل السريع والمتقن لعناصر إطفاء قرطبة دون وقوع كارثة، وستبقى عناصر الإطفاء وفرق الشرطة المحلية في الموقع، لتجنب أي خطر».
«جوهرة معمارية خالدة»
ويعد مسجد-كاتدرائية قرطبة جوهرة معمارية شُيدت بمبادرة من أمراء وخلفاء أمويين بين القرنين الثامن والعاشر، إذ بدأت أعمال البناء على موقع كنيسة في القرن الثامن على يد الأمير عبد الرحمن بالداخل، ثم جرى التوسع على مدى أربعة قرون. وحمل المسجد أسماء عدة، منها «المسجد الجامع»، و«الجامع المبارك»، و«الجامع المكرَّم».
وبعد سقوط غرناطة في العام 1236، تحول الموقع إلى كاتدرائية، وأضيفت إليه عناصر معمارية كاثوليكية، وأُطلق عليه اسم «كاتدرائية انتقال العذراء».
ويقع مسجد-كاتدرائية عند سفح سييرا مورينا في جنوب إسبانيا، وتصدّر قائمة كنوز إسبانيا الـ12 في العام 2007.