«الأموال المعدنية» تشكل خطرًا على الممر الأثري للع giants في أيرلندا الشمالية

يضع زوار المعلم السياحي الطبيعي الشهير الواقع على الساحل الأيرلندي الشمالي «ممر العمالقة» العملات المعدنية بين أحجاره، وفق معتقد شعبي خاطئ من أجل جذب «الحب أو الحظ»، ولكنه يسبب أضرارًا كبيرة لهذا المكان.
ودأب السياح على مدى عقود على غرس آلاف العملات المعدنية بين صخور الموقع وفي شقوقه، على ما يقول المشرف على الموقع كليف هنري لصالح «ناشونال تراست»، وهي الهيئة التي تتولى إدارة عدد كبير من المواقع التراثية البريطانية، لوكالة «فرانس برس».
يتألف ممر العمالقة، وهو تكوين بركاني مذهل يزوره نحو مليون سائح سنويًا، من نحو 40 ألف عمود من الحمم البركانية المبردة التي تتجاور مع الساحل، مما يعطي انطباعًا أن الممر يغوص في البحر، وبحسب علماء الجيولوجيا، نشأت هذه الظاهرة الطبيعية نتيجة تدفق حمم بازلتية قبل 60 مليون عام، قبل أن تتآكل بفعل الأمواج العابرة.
أضرار كبيرة تسببها المعتقدات الخاطئة
وتقول الأسطورة إن هذا الممر أنشأه العملاق الأيرلندي فين ماكول، وأنه يتمتع بقوى سحرية. وقد أُدرج الموقع ضمن قائمة يونسكو للتراث العالمي العام 1986، ومع ذلك، فإن العملات المعدنية التي يتركها الزوار تصدأ بسرعة كبيرة، تاركة علامات بنية «قبيحة»، وتتمدد ليصبح حجمها أكبر بثلاث مرات أحيانًا، مما يُؤدي إلى تآكل الصخور، على ما يشير هنري وهو يتفقد الأعمدة.
ويقول هنري وهو يُخرج عملة معدنية بحذر «هناك عدد كبير من اليوروهات والبنسات، ولكن هناك أيضًا عملات معدنية من مختلف أنحاء العالم، تقريبًا كل عملة يمكن تخيلها».
ويوضح أن تقريرًا صادرًا عن هيئة المسح الجيولوجي البريطانية العام 2021 يؤكد أن هذه العملات المعدنية «تلحق أضرارًا جسيمة بالموقع»، مشددًا على «ضرورة التحرك» لوقف ذلك.
إزالة العملات يحافظ على ممر العمالقة
ووُضعت لافتات في كل أنحاء ممر العمالقة تطالب السياح بعدم ترك أي أثر لزيارتهم، وكلف مرشدين سياحيين مثل جوان كينيدي، إعلام السيّاح بلطف وحزم بضرورة الاحتفاظ بعملاتهم المعدنية في حقائبهم.
ويقول المرشد بحسرة «بمجرد أن يبدأ زائر واحد بفعل ذلك، يحذو آخرون حذوه».
ومن ناحيتها، أجرت «ناشونال تراست» ومنظمة «كوزواي كوست أند غلينز هيريتدج» اختبارات لمعرفة ما إذا كان بإمكان عمال البناء إزالة العملات المعدنية من دون التسبب في مزيد من الضرر، وقد أثبتت هذه الاختبارات نجاحها، بحسب هنري.
وتُقدَّر تكلفة إزالة كل القطع بنحو 30 ألف جنيه إسترليني (نحو 40682 دولارًا).
– سائح يكسر كرسيا فنيا بعد جلوسه عليه لالتقاط صورة
ويقول كليف «إذا نجحنا في إزالتها، فسيتحسن الوضع، ونأمل أن يُشجِّع ذلك الناس على الكف عن وضع مزيد منها» في الموقع، مضيفًا «نعلم أن الزوار يُقدِّرون ممر العمالقة، وأن عددًا كبيرًا منهم كونوا روابط شخصية وطيدة معه، لذا نريد أن تبقى هذه الأعجوبة الطبيعية قائمة للأجيال المقبلة».