ارتفاع حرارة الأرض تسبب في زيادة موجة الحر الأخيرة في أوروبا بمقدار أربع درجات

ارتفاع حرارة الأرض تسبب في زيادة موجة الحر الأخيرة في أوروبا بمقدار أربع درجات

جعل التغير المناخي الناجم عن استخدام مصادر الطاقة الاحفورية من موجة القيظ الأخيرة في غرب أوروبا أكثر حرا حتى أربع درجات إضافية في مدن كثيرة، ما عرّض آلاف الأشخاص لإجهاد حراري خطر على ما أظهرت «دراسة سريعة» نشرت الأربعاء.

وبين نهاية يونيو ومطلع يوليو تجاوزت الحرارة الأربعين درجة مئوية في كثير من الدول الأوروبية، خلال موجة حر استثنائية أتت بشكل مبكر وأثارت تحذيرات صحية كثيرة، وفقا لوكالة «فرانس برس».

وقال بن كلارك من جامعة إمبريال كوليدج في لندن التي قادت الدراسة مع لندن سكول أوف هايجين أند تروبيكال ساينس «نرى أن الاحترار المناخي فاقم من موجة الحر بدرجتين إلى أربع درجات مئوية تقريبا في غالبية المدن» التي جرت دراستها.

وخلصت هذه «الدراسة السريعة» إلى أن موجة القيظ هذه خلّفت عددا أكبر من الوفيات المرتبطة بالحر مما كان ليحصل لولا الاحترار المناخي. وأجرى هذه الدراسة أكثر من عشرة باحثين من خمس مؤسسات أوروبية بانتظار الحصيلة الرسمية التي لن تصدر قبل أسابيع عدة.

ومن أجل تقييم تأثير التغير المناخي، قام العلماء بمحاكاة شدة موجة الحر في عالم لم يشهد هذا الاستهلاك الكثيف للفحم والنفط والغاز انطلاقا من بيانات الأحوال الجوية المتوافرة.

وخلص العلماء هؤلاء إلى أن موجة الحر «كانت لتكون أقل بدرجتين إلى أربع درجات مئوية» من دون التغير المناخي الحاصل في 11 من المدن ال12 التي جرت دراستها.

– الاحترار العالمي قد يزيد خطر اضطراب التنفس أثناء النوم بنسبة 45% بحلول العام 2100
– الأمم المتحدة تحذر من تخطي معدل الاحترار 1.5% بحلول 2029

وفاقمت هذه الدرجات الإضافية بشكل كبير من الأخطار على صحة سكان المدن المشمولة بالدراسة والبالغ عددهم 30 مليون نسمة، ومنها باريس ولندن ومدريد.

وقال كلارك لصحفيين «هذا الأمر يعرض بعض الفئات لخطر كبر. فللبعض الطقس حار وجميل. لكن بالنسبة إلى جزء كبير من السكان يصبح الوضع خطرا».

حياة أو موت
وحاولت الدراسة للمرة الأولى تقدير عدد الوفيات الناجمة عن موجة الحر في 12 مدينة والنسبة منها المنسوبة إلى التغير المناخي.

وبالاستناد إلى وسائل علمية دقق فيها علماء آخرون، ودراسات معروفة حول الحر والوفيات، اعتبرت الدراسة أن موجة الحر تسببت على الأرجح ب2300 وفاة مبكرة بين 23 يونيو والثاني من يوليو في هذه المدن.

وما كانت 1500 وفاة تقريبا أي ثلثاها لتسجل لولا الدرجات الإضافية الناجمة عن اضطرابات المناخ.

وشدد معدو الدراسة الذين ينتمون إلى مؤسسات في المملكة المتحدة وهولندا والدنمارك وسويسرا، على أن هذا التقدير ليس سوى نبذة قبل ورود الحصيلة الرسمية.

وتشكل موجات الحر خطرا خصوصا على المسنين والمرضى والأطفال الصغار والعمال في الهواء الطلق وأي شخص يتعرض لدرجات حرارة مرتفعة لفترات طويلة من دون أي راحة ولا سيما خلال توالي الليالي الحارة.

وعرفت مناطق واسعة في جنوب أوروبا «ليالي مدارية» متتالية لم تشهد تراجعا في درجات الحرارة تسمح لجسم الإنسان بالتعويض.

وقال غاريفالوس كونستانتينيديس من إمبريال كوليدج في لندن «بالنسبة إلى آلاف الأشخاص تشكل زيادة في الحرارة من درجتين إلى أربع درجات كل الفرق بين الحياة والموت».

وأضاف «لذا تعتبر موجات الحر قاتلا صامتا. فغالبية الوفيات تسجل في منازل أو مستشفيات بعيدا عن الأنظار ونادرا ما يبلغ بها».

وتفيد السلطات بأن وضع حصيلة نهائية للضحايا يحتاج إلى أسابيع. وسبق لموجات حر متتالية كهذه أن تسبب بعشرات آلاف الوفيات المبكرة في أوروبا في مواسم صيف سابقة.