نقاش حول «الأساطير الشعبية» في دار حسن الفقيه بطرابلس

احتضنت دار حسن الفقيه بالمدينة القديمة طرابلس، الخميس، حوارية فكرية تحت عنوان «الخراف والحكمة: عزوزة القايلة في دهاليز فلسفة الأطفال».
شارك في الحوارية، التي أدراتها الكاتبة الصحفية فتحية الجديدي، كل من المسرحي والباحث المخضرم سالم ميلاد، والكاتب محمد ناجي، والشاعرة والأكاديمية د. كريمة بشيوة، والشاعر صلاح حودانة، والكاتب والمؤرخ مختار دريرة، وليد بن دلة، ورئيسة المشروع الوطني للتراث المادي وغير المادي الدكتورة مفيدة جبران، والشاعر والكاتب عبدالحكيم كشاد
أكدت الصحفية فتحية الجديدي في بداية اللقاء أن «الخرافة الشعبية هي أداة تنشئة، ومخزن للمخيلة الجماعية، بل ومختبر مبكر للفلسفة الطفولية». وفقا لموقع «بلد الطيوب».
أسهم المشاركون في الحوارية بورقات بحثية وإسهامات وشهادات فكرية عن الحكاية وأثرها على الأطفال، حيث أكد الباحث سالم ميلاد أن «الحكاية كانت مدرستي الأولى.. وهي ما أزرع به الأمل في عيون الصغار».
فيما قال الكاتب محمد ناجي «نحن لا نحكي حكايات فقط، بل نبني وعياً، ونغرس قيماً، وننقل جذوة تراثية إلى الجيل القادم».
– مكتب ثقافة الطفل يناقش تأثير الأجهزة الإلكترونية على الأطفال
– «اصنع كرتونك بنفسك».. ورشة فنية لتنمية الفنون لدى الطفل (صور)
– هاشم الزروق: «أغرم المدينة العائمة».. مشروع شغف حاولت من خلاله إثراء الخرافة الليبية
واستدعت د. كريمة بشيوة صورة جدتها الحكاءة، التي فتحت لها أبواب العالم بالقصة والهمس، قائلة: «جدتي كانت تمارس فلسفة لا تدرك أنها فلسفة… وكانت تُدخلني إلى عوالم القيم بأبسط العبارات وأكثرها عمقاً».
وحول مصطلح «الفداوي»، أوضح الشاعر صلاح حودانة أن «الفداوي هو ما نطلق عليه في طرابلس الحكواتي، وهو ما يُعرف لغويًا بالراوي. أما في الشام فيُقال له (الحكواتي)، وفي السياق الليبي يُستخدم مصطلح (الفداوي)، تحديدًا في طرابلس، وهذه التسمية موثقة في مصادر متعددة.
بناء وجدان الجيل الجديد
وكشفت الدكتورة مفيدة جبران عن جهود بحثية واسعة لتوثيق التراث الشعبي، وإدماجه في المناهج التعليمية، ضمن رؤية وطنية شاملة قالت عنها: «التراث ليس شيئاً نحتفظ به في المتاحف، بل هو مشروع حي نُعيد به بناء وجدان الجيل الجديد».
كما أكد السيد عيسى زبيدي على أن التخلّي عن التراث هو بمثابة «انتحار ثقافي»، داعيًا إلى تبني مشاريع لتحويل القصص الشعبية إلى أعمال فنية معاصرة، من رسوم متحركة إلى مسرحيات تليق بروح الطفل الليبي.
واختتمت الحوارية بتكريم المسرحي والباحث سالم ميلاد، عرفانًا بمسيرته الطويلة في خدمة مسرح الطفل والحكاية الشعبية.