روسيا تنذر بـ”كارباخ ضخم” مما يزيد من القلق من احتمال الحرب النووية

الوئام – خاص
في الوقت الذي تواصل فيه أوكرانيا البحث عن حماية غربية لأجوئها لصد الهجمات الروسية، أثار فلاديمير ميدينسكي، مستشار الكرملين وأحد أبرز منظّري الفكر القومي الروسي، جدلاً واسعًا بتصريحاته التي شبّه فيها الصراع بين موسكو وكييف بما جرى في إقليم ناغورنو كاراباخ، المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.
أيدولوجية الحرب
ميدينسكي، والذي يُنظر إليه كمزيج من المنظّر السوفيتي والعرّاب الخفي في الكرملين، كان هو من صاغ الخطاب الشهير الذي نُشر باسم بوتين قبل الهجوم الروسي لأوكرانيا في 2022، والذي أنكر فيه وجود أوكرانيا كدولة مستقلة، ممهّدًا بذلك للحرب من بوابة أيديولوجية، وهو أيضا رئيس وفد بلاده في المفاوضات التي تجري في تركيا.
التلويح بالحرب النووية
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قال ميدينسكي، إن عدم التوصل إلى تسوية نهائية للحرب الروسية الأوكرانية، أو عدم التوصل إلى اتفاق سلام حقيقي، “سوف ينقلنا إلى سيناريو نهاية العالم عبر اندلاع حرب نووية”، حيث ستتحول المنطقة إلى “كارباخ ضخمة”، في إشارة إلى تدخل الغرب لدعم أوكرانيا لاستعادة أراضيها، التي ضمتها روسيا وأقامت عليها جمهوريات جديدة.
هاجس روسي
وبحسب مجلة ناشيونال انترست الأمريكية، فإن مقارنة ميدينسكي بين كاراباخ ودونباس تعبّر عن هاجس روسي؛ من أن ما حدث في أذربيجان قد يتكرر في أوكرانيا.
فبعد توقيع أرمينيا وأذربيجان اتفاق وقف إطلاق نار في التسعينات، استعادت باكو أراضيها عبر قوتها العسكرية في 2023، وهو السيناريو ذاته الذي تخشى روسيا تكراره في أوكرانيا، في حال لم يتم التوصل إلى حل نهائي للنزاع.
ورغم فارق الظروف، تشترك الحالتان في عنصر جوهري وهو غياب القبول الروسي الكامل بسيادة الجمهوريات السابقة، ورفض الكرملين الاعتراف بخروج تلك الدول من تحت جناح “الهيمنة الجيوسياسية” لموسكو، بحسب المجلة الأمريكية.
تباين وجهات النظر
وفي الوقت الذي تتحدث فيه روسيا عن مخاوف تتعلق بأمنها القومي بسبب وصول قوات الناتو على تخوم الحدود الروسية مع بعض الدول مثل أوكرانيا، يبدو أن مشكلة موسكو مع الجمهوريات السوفيتية السابقة لا تتعلق بالناتو أو الغرب بقدر ما تتعلق بعدم قدرتها على تقبل أن هذه الدول باتت تمتلك إرادة سياسية مستقلة.
ففي كل من دونيتسك ولوغانسك، أنشأت روسيا “جمهوريات جديدة” في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض، بعد نجاح العمليات العسكرية التي شنتها موسكو، وهو ما يعيد إلى الأذهان ما قامت به أرمينيا في ناغورنو كاراباخ حيث أنشأت جمهورية جديدة تحت اسم “أرتساخ”، لكن أذربيجان تمكنت من استعادة أراضيها.
القوة تحمي السيادة
تجربة أذربيجان في استعادة السيطرة على كارباخ أثبتت أن من يملك الإرادة والقدرة العسكرية قادر على استعادة أرضه وإنهاء نفوذ القوى الخارجية، وهذا هو المسار الذي تسعى أوكرانيا إلى اتباعه سواء عبر استجداء المساعدات الغربية، أو تطوير صناعاتها الدفاعية، حيث إن الواقع يشير إلى قدرتها على الصمود بشكل أو بآخر أمام آلة الحرب الروسية.