استغلال ثروة الميراث!

صديقي «أبو عمر»، قد بلغ من العمر الستين عامًا، أو زاد قليلًا.. يعيش حياته متمتِّعًا بها في سفرٍ وترفيه، وركوب أحدث السيَّارات، ويلبس أفضل الثياب، ويعيش حياته بفلسفةٍ خاصَّةٍ يقول عنها: «إنَّه يتمتع بمال الورثة»!!.
أينعم يقول: أتمتع بمالي، الذي إنْ قصَّرتُ في صرفه على نفسي، فإنَّه سيعود بلا شكٍّ للورثة، فماذا أفعل بعد أنْ كبر العيال، وكل منهم شقَّ طريقه؟.. حتى من بقي عندي بالبيت -أيضًا- قد كبر، ولا أرى أحدًا منهم إلَّا عند الخروج، فيطبع قُبلةً على يدي، ويقول: تؤمر شيئًا، ثم ينطلق كلٌّ منهم إلى أصدقائه وهواياته..
يقول: بعضنا يشترى لابنه -مثلًا- أحسن الثياب وأفضل الأشياء؛ ليتمتع بها..
بينما يبخل على نفسه بملابس تليق به!!، فدعوني أتمتَّع بقليل من مال الورثة، الذي سأتركه لهم..
منطق لا يتمتَّع به كل الآباء، ولكن لكلٍّ رؤيته، بعضها يحوم حولها المنطق، وبعضها بعيدة عن كل حدود المنطق!!..
يُقال: إنَّ أحدهم تُوفِّي، وكانت قد بلغت ثروته أكثر من مئة مليون ريال، وكان معه سيَّارة موديل قبل عشرين عامًا، والغريب أنَّه ليس له أبناء، ولم يُمتِّع نفسه بهذه الثروة، وربما -أيضًا- لم يتصدَّق عن نفسه، ولم تكن له أعمال تنفعه بآخرته، وقد ذهبت هذه الثروة لمن يستفيد منها من الورثة بعد ذلك.
* خاتمة:
«وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ».. آية قرآنيَّة تختصر كل شيء، وحديث سيِّد البشريَّة: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ»، فلا تبخلُوا على أنفسكم، خاصَّةً عند الكبر، فمال الورثة لنْ يتصدَّقوا منه بريالٍ واحد عنكم.