معتز مشهور: القيادة الإنسانية تعيد صياغة إدارة الموارد البشرية في زمن التحول

في عالم تتسارع فيه وتيرة التغيير، لم تعد الموارد البشرية مجرد وظيفة تشغيلية، بل أصبحت مركزًا استراتيجيًا لصناعة القرار وتوجيه دفة النمو المؤسسي. وفي طليعة هذا التحوّل يبرز الأستاذ معتز مشهور، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في مجموعة نيو للفضاء (NSG)إحدى شركات صندوق الإستثمارات العام، بخبرة مهنية تتجاوز ثلاثة عقود في قطاعات النفط والغاز، والرعاية الصحية، والأكاديميا، والتقنيات الفضائية المتقدمة. بدأ معتز مسيرته المهنية كأحد أوائل المعلمين السعوديين في مركز التدريب الصناعي بأرامكو، حيث تشكلت لديه قناعة راسخة بأن التعليم والتدريب هما القلب النابض للموارد البشرية. ومنذ ذلك الحين، واصل بناء رؤية ترتكز على الإنسان أولاً في جميع محطاته المهنية، من إدارة التحولات التنظيمية الكبرى، إلى بناء أنظمة موارد بشرية مرنة، وتفعيل ثقافة مؤسسية تُعلي من قيمة الإنسان.

كأحد أوائل الرواد في تأسيس NSG ، يلعب معتز دورًا محوريًا في صياغة ثقافة مؤسسية حديثة، تنسجم مع طموحات المملكة في قطاع الفضاء والتقنيات المستقبلية. يجمع في قيادته بين القيم الإنسانية الثابتة مثل التعاطف، والعدل، والثقة وبين الذكاء البشري المعزّز بالتقنية، مؤمنًا بأن الذكاء الاصطناعي هو أداة تمكينية تعزز العلاقات ولا تستبدلها.

في حديثه، يشدد معتز على أن الاستماع هو جوهر القيادة الفعالة، مشيرًا إلى أن بناء الثقة والتمكين يبدأ بفهم الإنسان قبل أنظمة العمل. كما يرى أن الثقافة المؤسسية ليست شعارات مكتوبة، بل هي العمارة الخفية التي تحدد سلوك الأفراد وتوجهات المؤسسة.

ويؤمن أن دور القيادة في الموارد البشرية يجب أن يكون استراتيجيًا ومؤثرًا، يربط بين طموحات المؤسسة وقدرات الإنسان، ويقود من خلال التواضع، القرب، والظهور الحقيقي في الميدان.

ويختتم معتز رؤيته بمبدأ بسيط وعميق: “التقنية تدعمنا، لكن الإنسان هو من يصنع الفارق الحقيقي. وفي نهاية المطاف، ستظل القيم الإنسانية هي بوصلتنا إلى المستقبل.” في زمن تتسابق فيه المؤسسات نحو الرقمنة والتقنيات المتقدمة، تظل القيادة الحقيقية هي تلك التي ترى الإنسان أولًا، وتستثمر في طاقاته، وتبني ثقافة تُشعر كل فرد بقيمته. معتز مشهور ليس فقط قائدًا في الموارد البشرية، بل هو صوت صادق في مسيرة التحول، يُذكرنا بأن أعظم إنجازات المستقبل تبدأ من أبسط القيم: الاستماع، التعاطف، والثقة ، وأن في نهاية كل تطور، يبقى الإنسان هو الأصل، وهو الغاية.