رئيس جامعة الأزهر يسلط الضوء على بعض معاني آيات الحج في سورة آل عمران

كشف الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، بعض أسرار آيات الحج في سورة آل عمران، قائلًا:”إن الحديث عن الحج في سورة آل عمران جاء في آيتين فقط رغم أن السورة لم تتناول تفاصيل شعائر الحج كما ورد في سور أخرى كالبقرة والمائدة والحج، إلا أن فرضية الحج وردت تحديدًا في قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}. وأضاف رئيس جامعة الأزهرالشريف، خلال تقديمه برنامج “بلاغة القرآن والسنة”، المذاع عبر قناة الناس، اليوم السبت: “هذا يثير سؤالًا مهمًا: لماذا فُرض الحج في سورة آل عمران تحديدًا، ولم يُذكر فرضه في السور التي تحدثت مطولًا عن الحج؟ وقد قرأت كثيرًا في أقوال العلماء ولم أجد إجابة حاسمة، لكن اجتهدت بأن ذكر البيت الحرام في هذه السورة باعتباره أول بيت وضع للناس يناسبه أن يُذكر فيه فرض الحج، لأنه أول بيت وُضع لعبادة الله وتوحيده”. وأشار إلى أن سورة آل عمران من السور التي تقوم على إثبات التوحيد والوحدانية، فافتتحت بقوله تعالى:{الٓمٓ (1) ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ (2) }، وهو افتتاح فريد في القرآن لم يرد في أي فاتحة سورة أخرى، مضيفا أن هذا يتسق مع جوهر الحج الذي يقوم على التوحيد الخالص لله، فقال: “فالسورة قائمة على التوحيد، والحج معلم من معالم التوحيد، فناسب أن يُفرض في هذه السورة تحديدًا”. وأوضح الدكتور سلامة داود ملمحًا آخر في تعبير القرآن عند الحديث عن الكعبة، قائلًا: “القرآن الكريم استخدم في سورة آل عمران لفظ وُضع في قوله: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين}، ولم يستخدم كلمة بُني أو أُسس كما في قوله: {لمسجد أُسس على التقوى}، لأن لفظ وضع فيه شدة وقوة تناسب قوة فرض الحج في السورة، وهذا التعبير خاص بالبيت الحرام ولا يُقال عن أي مسجد آخر في الدنيا أنه وُضع، وإنما هذا وصف خاص بالبيت الذي وضعه الله سبحانه وتعالى لعبادته وحده لا شريك له”.