ترامب يرفض استمرار الضربات على البرنامج النووي الإيراني رغم الأضرار الكبيرة في منشأة “فوردو”

كشفت شبكة NBC الأمريكية، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض الموافقة على شن مزيد من الضربات ضد البرنامج النووي الإيراني، رغم تلقيه توصيات من مستشاريه العسكريين والأمنيين بمواصلة التصعيد.وبحسب المصادر، فإن الضربات الأمريكية التي نُفذت خلال الأسابيع الماضية استهدفت منشأة “فوردو” النووية الواقعة جنوب طهران، وأدت إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية للمنشأة، وهي واحدة من أكثر المواقع الإيرانية تحصينًا تحت الأرض.
تعطيل عمليات تخصيب اليورانيوم
وأشارت الشبكة، إلى أن الهجوم تسبّب في تعطيل عمليات تخصيب اليورانيوم في المنشأة لمدة قد تصل إلى عامين.وبينما اعتبر مسؤولون أمريكيون أن الهجوم حقق “نجاحًا استخباراتيًا وعسكريًا”، قالت المصادر إن ترمب واجه ضغوطًا من بعض أعضاء فريقه للأمن القومي لمواصلة الهجمات لتعطيل المزيد من منشآت البرنامج النووي الإيراني، لكنه رفض، مفضّلًا عدم الانزلاق إلى مواجهة إقليمية أوسع.وأكد التقرير، أن ترامب عبّر بوضوح عن رغبته في عدم الانجرار إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، معتبرًا أن الضربة المحدودة حققت أهدافها الاستراتيجية دون الحاجة إلى تصعيد إضافي.وفقًا لتحليل أولي لمستوى الأضرار، فإن الهجوم على “فوردو” عطّل نظام الطرد المركزي بشكل شبه كامل، وأدى إلى تلف شبكة الطاقة الكهربائية الداخلية وبعض خطوط التهوية الخاصة بالمنشأة. ويُعتقد أن إيران ستواجه صعوبات تقنية كبيرة في إعادة تشغيل المنشأة، خاصة أن أجزاء كبيرة منها بنيت تحت جبل صخري بعمق كبير.وتُعد منشأة فوردو واحدة من أهم المواقع التي نقلت إليها إيران برنامجها النووي بعد الاتفاق النووي عام 2015، وهي مزودة بأكثر من ألف جهاز طرد مركزي من طراز IR-1 وIR-6، وتخضع لتدابير أمنية عالية وتحصينات هندسية معقدة.وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تشهد فيه المنطقة توترًا متصاعدًا، حيث تواصل إيران الإعلان عن خطوات جديدة في برنامجها النووي، في حين تؤكد واشنطن أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.ورغم رفض ترمب التصعيد، إلا أن المراقبين يرون أن الضربة الأخيرة شكّلت رسالة ردع قوية من واشنطن إلى طهران، مفادها أن القدرة الأمريكية على استهداف المنشآت الحساسة لا تزال قائمة، حتى في عمق الأراضي الإيرانية.حتى الآن، لم تُصدر الحكومة الإيرانية تعليقًا رسميًا على تقرير NBC أو الأنباء المتعلقة بالأضرار في منشأة فوردو، إلا أن مسؤولين إيرانيين سابقين قلّلوا من جدوى أي “عدوان عسكري” ضد منشآتهم النووية، مشيرين إلى أن إيران قادرة على استعادة قدراتها في وقت وجيز.