مطار العلمين.. مدخل ساحل البحر الأبيض المتوسط نحو السياحة الفاخرة

مطار العلمين.. مدخل ساحل البحر الأبيض المتوسط نحو السياحة الفاخرة

رغم حداثة نشأتها، استطاعت مدينة العلمين الجديدة، أن تثبت حضورها القوي على الخريطة السياحية في مصر خلال السنوات القليلة الماضية، بفضل رؤية تنموية شاملة وضعتها الدولة، واستثمارات ضخمة حولت المدينة إلى مقصد صيفي وسياحي من الطراز الأول.واليوم، تُضاف صفحة جديدة إلى هذه المدينة الصاعدة، مع إعلان مطار العلمين الدولي عن تعاون استراتيجي مع  إعمار مصر، لتحويل المطار إلى نقطة انطلاق سياحية فاخرة تعكس أجواء منتجع “مراسي” الشهير، في تجربة غير مسبوقة داخل المطارات المصرية، تُعيد تعريف العلاقة بين السياحة والطيران.

تكامل فريد بين مطار العلمين ومنتجع “مراسي”

أكدت مصادر مطلعة بوزارة الطيران المدني، أن عقد الشراكة الذي يُنفذ بتوجيهات من الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني، وتعليمات اللواء طيار وائل النشار، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للمطارات، يستهدف دمج الهوية السياحية لمنتجع مراسي في صالات السفر والوصول بمطار العلمين، بحيث تتحول تجربة المسافر إلى امتدادٍ بصري ووجداني لروح الرفاهية التي تميز المدينة.يعتمد المشروع الجديد على مفهوم تحويل صالات المطار إلى امتداد بصري لمنتجع مراسي، أحد أبرز مشروعات إعمار على الساحل الشمالي، عبر تنفيذ تصميمات داخلية راقية مستوحاة من روح المنتجعات العالمية.وستتضمن صالات مطار العلمين الدولي مناطق انتظار بتصميمات عصرية، وإضاءة هادئة، ولوحات جدارية رقمية ذات جودة عرض عالية (4K)، إلى جانب مساحات مزروعة ومناطق راحة مستوحاة من الطابع المتوسطي.ويُعد “اللاندسكيب الخارجي” عنصرًا محوريًا في المشروع، حيث تعمل إعمار على إعادة تنسيق المساحات الخضراء والميادين والواجهات الخارجية للمطار، بأسلوب متناغم مع ألوان ومفردات العمارة الساحلية، مما يعزز من الهوية البصرية ويمنح المسافر انطباعًا أوليًا فخمًا منذ لحظة وصوله.كما تشمل التجربة استخدام عطور محيطة بأجواء المنتجعات الفاخرة، ومواد صوتية (موسيقى محيطية ناعمة) في مناطق الانتظار، إلى جانب نقاط ترويجية للمشروعات السياحية ومراكز المعلومات الفندقية، لتصبح تجربة السفر في حد ذاتها جزءًا من الترويج السياحي للمكان.ويُخطط أن تكون تجربة الوصول والمغادرة عبر مطار العلمين شبيهة بما تقدمه كبرى مطارات العالم في مدن مثل دبي، ميامي، أو نيس، من حيث الدمج بين الوظيفة الجوية والطابع السياحي والترفيهي.ويُمثل هذا التعاون نقلة نوعية في دور المطارات داخل المنظومة السياحية، فبدلًا من اقتصار دورها على حركة الطيران والنقل، تتحول صالات السفر نفسها إلى وسيلة فعالة في الترويج للوجهات السياحية المحيطة، ودعم التجربة الكاملة للسائح، ما يُسهم في تحفيز الإقامة، وزيادة معدل الإنفاق، وتعزيز الصورة الذهنية للمكان.

العبار: مطار العلمين واجهة حقيقية للساحل الشمالي

وأكد المهندس محمد العبار، مؤسس شركة إعمار العقارية، أن هذا التعاون يُعد نموذجًا يُحتذى به في دمج السياحة والتجارة داخل بيئة المطارات، مشيرًا إلى أن مطار العلمين الدولي بات يمثل واجهة حقيقية للساحل الشمالي، وينبغي أن تعكس هذه الواجهة جمالية وفخامة وجهات مثل “مراسي”.وأضاف “العبار” خلال توقيع عقد الشراكة، أنه لا تقتصر أهمية المشروع على تعزيز تجربة السفر فقط، بل يأتي كجزء من رؤية شاملة لتنمية السياحة على ساحل البحر المتوسط، واستثمار البنية الجوية في خدمة النمو السياحي، في إطار خطة الدولة لتعزيز التنمية المستدامة وخلق فرص استثمارية جديدة. وتأتي هذه الخطوة في إطار الاهتمام الحكومي الكبير بمدينة العلمين الجديدة، التي أصبحت أحد أكثر المدن المصرية جذبًا للسياحة المحلية والدولية، بفضل بنيتها التحتية المتطورة، واستضافتها لعدد من الفعاليات والمهرجانات الكبرى، كان أبرزها مهرجان “العالم عالمين”، الذي وضع المدينة تحت الأضواء العربية والدولية.وأكد الخبير السياحي الهامي الزيات، أن هذا التطوير والشراكة يعد نموذجًا ناجحًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث تستفيد وزارة الطيران المدني من خبرات مطوري العقارات والسياحة الفاخرة، فيما يُسهم القطاع الخاص في تقديم خدمات مبتكرة تتماشى مع تطلعات المسافرين من مختلف أنحاء العالم.ومع تفعيل هذه الرؤية، يُتوقع أن يشهد مطار العلمين زيادة في عدد الرحلات والسياح، لا سيما من الأسواق الأوروبية والخليجية التي تبحث عن وجهات صيفية راقية، ذات طابع حديث وخدمات متكاملة.هذه التطورات، يُمكن القول إن مطار العلمين الدولي لم يعد مجرد نقطة عبور، بل أصبح جزءًا من التجربة السياحية ذاتها، يعكس روح المدينة ومستوى الخدمات المتوقع فيها، ويؤكد قدرة مصر على تقديم نموذج عصري ومنافس إقليميًا في مجال السياحة والطيران.