خليل مطران: صوت الشعر العربي الذي نقل أعمال شكسبير إلى اللغة العربية

لم يكن خليل مطران (1 يوليو 1872 – 1 يونيو 1949) مجرد شاعر كبير يلقبه النقاد بـ”شاعر القطرين”، بل كان أيضًا جسرًا ثقافيًّا مهمًّا حمل روائع الأدب العالمي إلى القراء العرب، إذ نجح بموهبته الفذة وذائقته الأدبية الرفيعة، في ترجمة أعمال مسرحية خالدة، على رأسها مسرحيات وليام شكسبير، ليمنح القارئ العربي فرصة نادرة للتواصل مع الأدب الغربي بلغته الأم.
وخلال السطور التالية يستعرض “الدستور” أبرز الأعمال المسرحية التي ترجمها خليل مطران..
ترجمات خليل مطرانبرع خليل مطران في تقديم نصوص عالمية بأسلوب عربي مبين، فساهم في إثراء الحركة الأدبية والمسرحية في مصر والعالم العربي، ومن أبرز هذه الترجمات مسرحية “عُطَيل” لويليام شكسبير، التي ترجمها عام 1912، وقد نجح فيها في نقل مشاعر الغيرة والخيبة والمأساة الإنسانية بلغة شعرية آسرة.بعدها بعقد كامل، عاد مطران إلى شكسبير بترجمة مسرحية “هاملت” عام 1922، حيث قدم قراءة شعرية جديدة مأخوذة من النص الإنجليزي، تميزت بدقة المعنى وجمال الصياغة، كما ترجم مسرحية “تاجر البندقية”، تلك المسرحية التي تتناول موضوعات العدل والطمع والرحمة، إضافة إلى مسرحية “ماكبث” التي تحكي عن الطموح الإنساني المظلم وسقوط الإنسان أمام شهوة السلطة.ولم يقتصر “مطران” على أعمال شكسبير، بل امتد اهتمامه ليشمل المسرح الفرنسي، إذ ترجم مسرحية “السيد” و”حلم أغسطس” للكاتب الفرنسي بيير كورني، مانحًا القراء العرب إطلالة نادرة على الكلاسيكيات الفرنسية.جاءت هذه الترجمات في زمن كانت فيه الثقافة العربية تسعى للانفتاح على العالم، وكانت جهود مطران دليلا على وعيه الريادي بأهمية تبادل الثقافات، وإيمانه بأن الأدب جسرٌ لا يعرف حدودًا.بهذه الترجمات، أسهم خليل مطران في صنع حلقة وصل بين الشرق والغرب، وأرسى تقليدًا جديدًا في الترجمة الأدبية العربية، فكانت أعماله المترجمة لا مجرد نصوص منقولة، بل إبداعات تحمل روحه الشعرية وفهمه العميق للنص الأصلي، لتبقى شاهدًا على عبقريته الأدبية وريادته الثقافية.
الأسلوب الشعري لـ خليل مطران
عرف خليل مطران كواحد من رواد حركة التجديد، وصاحب مدرسة في كل من الشعر والنثر، وتميز أسلوبه الشعري بالصدق الوجداني والأصالة والرنة الموسيقية، كما يعد من مجددي الشعر العربي الحديث، فهو أيضا من مجددي النثر فأخرجه من الأساليب الأدبية القديمة.