بعد انتشار خبر وفاته.. ما هو مرض القصور الوريدي الذي يعاني منه ترامب؟

بعد انتشار خبر وفاته.. ما هو مرض القصور الوريدي الذي يعاني منه ترامب؟

انتشرت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي حول وفاة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد غيابه 72 ساعة، إلا أن ظهوره صباح السبت، متجهاً لممارسة الغولف برفقة حفيدته من البيت الأبيض نفى تلك الأنباء، حيث بدا في حالة طبيعية. وتأتي هذه التكهنات وسط جدل متواصل بشأن صحة الرئيس البالغ 79 عاماً بعد رصد كدمات وتورّم في يديه وساقيه.

إعلان البيت الأبيض عن الحالة الصحية

في يوليو الماضي، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب شُخّص بمرض القصور الوريدي المزمن (CVI)، بعد أن لاحظ الأطباء تورّماً في ساقيه وكدمات في يديه. ويُعد ترامب أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يتولى ولاية ثانية، وهو ما زاد من التدقيق حول عمره ولياقته الذهنية.

وعلى الرغم من أن طبيبه أعلن مؤخراً أنه «بصحة كاملة» عقب فحص طبي شامل، فإن المخاوف العامة بشأن وضعه الصحي لم تتراجع.

ونشر البيت الأبيض مذكرة صادرة عن طبيب الرئيس، شون باربابيلا، جاء فيها أن ترامب خضع لفحوص أوعية دموية شاملة، بما في ذلك تصوير دوبلر للأوردة في الطرفين السفليين، وأظهرت النتائج إصابته بالقصور الوريدي المزمن، وهو مرض «حميد وشائع خصوصاً بين من تجاوزوا سن السبعين».

وظهرت صور أخرى لترامب وهو يغطي إحدى كدمات يده بالمكياج. فيما أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الكدمة «تتوافق» مع تهيّج ناجم عن كثرة المصافحة واستخدام الأسبرين، مؤكدة أن «الرئيس يتمتع بصحة ممتازة».

ما هو القصور الوريدي المزمن؟

القصور الوريدي المزمن هو حالة تفشل فيها الأوردة – وغالباً أوردة الساقين – في إعادة الدم بكفاءة إلى القلب، ما يؤدي إلى تجمعه في الأطراف السفلية، وبالتالي ظهور التورّم والانزعاج وعدد من الأعراض الأخرى.

يُوضح ميمي كوانغ، أستاذ مشارك في جراحة الأوعية الدموية بجامعة كاليفورنيا ديفيس، أن هذا المرض يمكن أن يسبب الألم، والتورّم، والنبضات المزعجة، وأحياناً الجروح أو حتى فقدان الأطراف في الحالات الشديدة.

وتتعدد أسباب الإصابة، أبرزها: التقدّم في العمر، السمنة، الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، وجود تاريخ سابق من الجلطات الدموية، أو الإصابة بدوالي الساقين. ومع مرور الوقت، قد يؤدي احتباس الدم إلى تغييرات جلدية وحتى تقرحات مفتوحة خاصة حول الكاحلين.

أعراض المرض

تشمل أبرز الأعراض:

تورّم الساقين.

تغييرات جلدية مثل سماكة أو التهاب أو جفاف.

آلام أو تشنجات وشعور بالثقل.

ظهور دوالي واضحة.

تغيّر لون الجلد.

في الحالات المتقدمة: تقرحات مزمنة حول الكاحلين قد تؤدي إلى بتر الأطراف.

هل المرض مهدّد للحياة؟

القصور الوريدي المزمن بحد ذاته لا يُعتبر مهدّداً للحياة، لكنه قد يؤثر بشكل كبير في جودة الحياة إن لم يُعالج. كما يمكن أن يرفع خطر الإصابة بمضاعفات مثل الالتهابات الجلدية البكتيرية (Cellulitis) أو جلطات الأوردة العميقة (DVT).

ووفقاً لمجلة «نيوزويك»، فإن المرض قابل للإدارة خصوصاً إذا شُخّص مبكراً، لكنه لا يُشفى تماماً. أما في كبار السن أو من يعانون مشاكل صحية أخرى، فقد يشير إلى ضعف أوسع في الدورة الدموية.

الدكتور بريان فوناكي، الخبير في الأشعة التداخلية وجراحة الأوعية بجامعة شيكاغو للطب، أوضح أن المرض «في حد ذاته ليس قاتلاً، لكنه قد يزيد من احتمالية تكوّن جلطات دموية في أوردة الساقين، وهذه الجلطات قد تنفصل وتصل إلى الرئتين مسببة انسداداً رئوياً قد يكون مميتاً». وأشار إلى أن بعض المرضى يحتاجون إلى مضادات تخثّر أو إلى زراعة فلتر في الوريد الأجوف السفلي لالتقاط الجلطات المهاجرة.

طرق العلاج

يعتمد علاج القصور الوريدي المزمن على شدة الحالة، ويبدأ غالباً بإجراءات بسيطة مثل ممارسة الرياضة بانتظام، رفع الساقين، وارتداء الجوارب الضاغطة. أما في الحالات الأكثر تعقيداً، فقد يتم اللجوء إلى علاجات طبية مثل الحقن (Sclerotherapy)، العلاج بالليزر، أو التدخل الجراحي لإصلاح الأوردة وتحسين تدفق الدم.