الجوع: قاتل إضافي في القطاع يكمل ما بدأه القصف الإسرائيلي.

شهد قطاع غزة، أمس الثلاثاء، مئات الضحايا جراء الغارات الإسرائيلية والمجاعة، فيما أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أن الجوع بات القاتل الجديد في قطاع غزة الذي يحتاج إلى مئات شاحنات المساعدات يومياً لإنهاء المجاعة جراء الحصار وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 22 شهراً، في وقت استمر فيه سقوط الضحايا جراء القصف والمجاعة.
وفي اليوم 670 للحرب العدوانية، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني، أن الجوع بات القاتل الجديد في قطاع غزة، وشدد على أنه حان الوقت لتقديم المساعدات بشكل آمن ومن دون عوائق.
وقال لازاريني في منشور على منصة إكس، أمس الثلاثاء: «بعد 5 أشهر من المحاولات المستمرة لاستبدال الاستجابة المنسقة للأمم المتحدة بأربع نقاط توزيع عسكرية إسرائيلية، أصبح الجوع أحدث قاتل في غزة».
وأشار المفوض الأممي إلى أن «مراكز التوزيع المجتمعية، بدعم من الشركاء، كانت توفر الغذاء والمساعدات لنحو مليوني شخص قبل انتشار المجاعة في القطاع».
وشدد على أنه «حان الوقت لتقديم المساعدات بشكل آمن، ومن دون عوائق، وبكرامة»، وأكد ضرورة السماح للأمم المتحدة وشركائها للقيام بعملهم.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 8 أشخاص، بينهم طفل، خلال 24 ساعة بين يومي الاثنين والثلاثاء، نتيجة الجوع وسوء التغذية، ما يرفع حصيلة ضحايا المجاعة في القطاع إلى 188 قتيلاً، بينهم 94 طفلاً. وقالت الوزارة إن المستشفيات تسجل يومياً عشرات الحالات الخطِرة المرتبطة بسوء التغذية، وسط نقص حاد في المحاليل الطبية والمكملات الغذائية، وعدم قدرة عناصر الطواقم الطبية على الاستمرار في تقديم الرعاية في ظل الإرهاق الشديد والجوع الذي يطالهم أيضاً.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن مستشفيات القطاع استقبلت جثامين 94 ضحية، فضلاً عن 439 مصاباً خلال 24 ساعة بينهم 29 من القتلى قرب مراكز المساعدات، بينما أفادت مصادر طبية بوصول 6000 وحدة دم ومشتقاته إلى قطاع غزة، تبرع بها الفلسطينيون في المحافظات الشمالية ووصلت إلى مستودعات منظمة الصحة العالمية في دير البلح بالتنسيق مع المنظمة.
في الأثناء، قال جينس ليركي، متحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في تصريحات صحفية، إنه لا ينبغي توقّع «تصفيق الجميع أو تقديم الشكر» لمجرد وصول كميات قليلة من المساعدات إلى غزة مؤخراً. وأشار إلى وجود «احتياجات هائلة» في غزة للمساعدات الإنسانية والغذائية، مبيناً أن «الناس هناك يموتون حرفياً كل يوم».
وشدد على أن المساعدات وحدها لا تكفي لحل المجاعة القائمة في غزة، داعياً إلى ضرورة وصول شاحنات محمّلة بالمساعدات التجارية إلى غزة أيضاً، إلى جانب المساعدات الإنسانية.
ونوّه متحدث «أوتشا» إلى وجود آلاف الأطنان من المساعدات بما في ذلك المواد الغذائية، تنتظر في الخارج على حدود غزة، حيث لا تسمح إسرائيل بدخولها.(وكالات)