حليب الإبل: ميزات فريدة وفوائد صحية متعددة

حليب الإبل: ميزات فريدة وفوائد صحية متعددة

أكد حسان صافي، الرئيس التنفيذي لمجموعة مزارع العين، أن مزارعنا تمتد من أرض التراث الإماراتي الأصيل إلى أن أصبحت منتجاتها تغزو الأسواق بأصالتها، وأن هذه المزارع تلتزم بحفظ إرث مجتمعات قلب الصحراء، ليلتقي عبق الماضي برؤية الحاضر والمستقبل، موضحاً أن الإبل، هذا الكائن العجيب «بنص القرآن» لم تكن مجرد سفينة الصحراء، وسيلة نقل، أو مورداً غذائياً غنياً، بل كانت رفيقة درب وشريك حضارة، لها في وجدان العرب مكانة.

تعتبر، مجموعة مزارع العين، إحدى أبرز الجهات التي أعادت للإبل قيمتها الاقتصادية والغذائية، لتصبح جزءاً من معادلة الأمن الغذائي المحلي، وعلامة جودة تتحدث بها الأسواق العالمية، ونسلط من خلال هذا التقرير الضوء على الاهتمام بالإبل محلياً وإقليمياً وعالمياً، وكيف يسهم الجمل في تعزيز الاهتمام الاقتصادي والعلمي.

ثقافة الإبل

وأوضح حسان صافي، أن الاهتمام بالإبل يعد إرثاً راسخاً في مجتمع الإمارات أرساه المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قال: «وفاء منا للإبل وما أسدته لأسلافنا ولنا من بعدهم من خدمات، وقت أن كنا نعتمد عليها في كل حياتنا وتنقلاتنا ورحلاتنا، فإننا نهتم بها ونكرمها».

ونشهد اليوم اهتماماً محلياً وإقليمياً وعالمياً متنامياً بمنتجات الإبل الصحية والمغذية، لا سيما حليب النوق ومشتقاته والمجموعة لها دور حيوي في مواصلة هذا التعزيز خلال زيادة قدراتها الإنتاجية والتصنيعية والبحثية في هذا المجال الداعم للأمن الغذائي والصحي، والواعد مستقبلاً.

محطة تعزيز

قال إن الجمل يعتبر محطة رئيسية لتعزيز الاهتمام الدولي على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والعلمية والبحثية والاستفادة من منتجاتها على نطاقات أوسع.

وانطلاقاً من موقعنا في مزارع العين، كأكبر مزود وطني للمنتجات البروتينية والمشروبات في الإمارات، يجمع خمساً من أكثر العلامات التجارية المحلية موثوقية على مستوى الدولة، وهي: مزارع العين، وألبان مرموم، ودواجن العجبان، ومزرعة الجزيرة للدواجن (البيض الذهبي)، والمزارع العربية صحة، ضمن منصة واحدة متكاملة، نواصل البحث والتطوير والابتكار لتعزيز الإنتاج المحلي لمنتجات الإبل وحليب النوق ومشتقاته، لما فيه تعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي والتقدم الصناعي، وتكامل سلسلة التوريد الإقليمية.

كما أنه وفي ظل تسارع التغير المناخي، تبرز أهمية أكبر للاهتمام العلمي والبحثي المتقدم بتطوير منتجات الإبل، والتوسع في تربيتها ورعايتها والاستفادة من مرونتها العالية والقدرة المتقدمة لقطعانها على التكيف مع مختلف البيئات والظروف المناخية الجافة.

غذاء القابضة

وبدعم من «غذاء القابضة» و«ياس القابضة»، تسهم «المجموعة»، من خلال تطوير قدراتها لإنتاج حليب النوق ومشتقاته، في تسريع تحقيق أهداف استراتيجية الإمارات للأمن الغذائي 2051، والاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والمبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي لدولة الإمارات 2050، بالتزامن مع إبراز أهمية هذا المنتج الصحي إقليمياً وعالمياً.

مميزاته

وبين صافي أن حليب النوق يتميز بقيمته الغذائية المتميزة فهو مضاد للحساسية، وغني بالبروتينات عالية القيمة، إضافة إلى الكالسيوم. وهو سهل الهضم، حتى لمن يعانون عدم تحمل اللاكتوز. وهو يناسب عامة المستهلكين، وكذلك من لديهم احتياجات غذائية خاصة.

ويزداد إقبال المستهلكين المهتمين بصحتهم على حليب النوق، والذين يبحثون عن بدائل طبيعية وعملية لمنتجات الألبان التقليدية، سواء لتحسين الصحة العامة، أو تحسين الهضم، أو لتقوية جهاز المناعة.

النوق عالمياً

وفي الحديث عن إقبال المستهلكين، قال حسان صافي، من المتوقع استمرار ارتفاع قيمة سوق حليب النوق عالمياً بعد أن سجل قيمة إجمالية بنحو 15.6 مليار دولار (أي ما يعادل 57 مليار درهم) في عام 2024، بحسب تقرير حديث أصدرته «سكاي كويست تكنولوجي». وتتوسع مستويات الإقبال على الحليب محلياً وعالمياً، إضافة إلى زيادة الوعي، على مستوى المستهلكين الأفراد وقطاعات الصناعات الغذائية بشكل عام، بخصائصه النوعية وفوائده الصحية العديدة، ومنها كونه يحتوي على مركبات حيوية نشطة بيولوجياً مثل الجلوبولينات المناعية، ذات الخصائص المضادة للميكروبات والالتهابات، والتي تساعد على تقوية الاستجابة المناعية للجسم بشكل عام، ويحقق التقدم العلمي والتقني في إنتاج الحليب ومشتقاته قدرة أكبر على تلبية الطلب المتزايد عليه.

وأكد حسان صافي، أن الجمهور المحلي والعالمي أصبح اليوم أكثر اطّلاعاً على فوائد حليب النوق ومشتقاته، بفضل النتائج الإيجابية المتواترة للدراسات الطبية والأبحاث العلمية التي أجريت عليه على مدى عقود.

إلى ذلك، يسهم المحتوى الرقمي التخصصي وتنامي الاهتمام على المستويين الفردي والمجتمعي بالمنتجات الصحية والأغذية المتكاملة في إبراز أهمية حليب النوق بصفته بديلاً غذائياً صحياً نوعياً.

المكانة والتصنيف

وقال إن حليب النوق يصنّف بشكل طبيعي بصفته حليباً منخفض اللاكتوز ويشكل بديلاً صحياً للحليب عالي اللاكتوز بصفته حليب الأبقار، وهو أيضاً بديل نوعي للمنتجات البروتينية النباتية. وتشهد الأسواق العالمية طلباً متصاعداً على حليب النوق بصفته بديلاً لحليب البقر أو الماعز.

وهذا يشكل فرصة للإنتاج الإماراتي الرائد تاريخياً وتقنياً في هذا المجال.

والمجموعة نجحت في تطوير تقنيات إنتاجه طويل الأجل لضمان فترة صلاحية أطول وتوفير فرص أكبر للتوزيع العالمي.

وهناك أسواق تبدي اهتماماً متنامياً بحليب النوق ومشتقاته مثل أوروبا والولايات المتحدة وجنوب شرق آسيا، حيث يتزايد الطلب على الأغذية الخالية من اللاكتوز والأغذية الوظيفية. وبفضل توفير خيارات حليب النوق طويل الأجل والحليب المجفف، تتمتع الإمارات بمكانة متميزة للاستفادة من هذه الإمكانات.

زيادة الأسعار

ويرفع تنامي الإقبال على منتجات غذائية بروتينية متكاملة، مثل حليب النوق ومشتقاته الطلب عليه، ونعوّل على استمرار تطوير كفاءة العمليات التشغيلية والتقنيات الإنتاجية لزيادة الإنتاج وتلبية الطلب وإبقاء أسعاره عالمية في إطار مدروس يعزز الأمن الغذائي للأفراد والمجتمعات.

الإنتاج السنوي

وتصل القدرة الإنتاجية الإجمالية لحليب النوق السائل والمجفف ضمن المجموعة إلى مليوني لتر سنوياً، ونتطلع مستقبلاً لزيادة هذه القدرة الإنتاجية لحليب النوق ومشتقاته كمّاً ونوعاً. وننطلق في المجموعة من خريطة طريق واضحة، نركّز فيها على تقديم تغذية بتقنيات أذكى وأكثر استدامة، وتنويع محفظتنا الغذائية بمنتجات نوعية وصحية ومصممة خصيصاً لعملائنا، وتوسيع نطاق عملياتنا لخدمة الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.

تطلعات المستقبل

إن مستقبل رعاية الإبل وتعزيز منتجاتها الصحية النوعية، من حليب النوق ومشتقاته واعد، ومزارع العين قامت على إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي اهتم دائماً برعاية الإبل وتكريمها، دور بارز فيها.

ومن خلال تعزيز التطور التكنولوجي في هذا القطاع الحيوي، نحرص على دور ريادي في صناعة منتجات الإبل وحليب النوق، لما فيه تعزيز مرونة صناعة الغذاء الإماراتية، وتعزيز الابتكار في إنتاج الأغذية طازجة وعالية الجودة محلياً وإقليمياً ودولياً.