الاستقلال المالي للمرأة | صحيفة الخليج

الاستقرار في الأسرة هو الهدف الأساسي من الزواج، هذا الزواج الذي لا بد له من مقومات ليستمر وينجح، ويُعتبر الاستقرار المادي من أهم مكوناته، ويسعى لذلك قوام الأسرة -الرجل- ولكن في الآونة الأخيرة ومع زيادة المتطلبات الحياتية، خرجت المرأة تعمل كالرجل خارج نطاق الأسرة، وتوسعت دائرة رعايتها وعنايتها بأسرتها إلى دائرة العمل في الخارج، وأصبح لها استقلالها المادي الذي اعتبره بعضهم تهديداً للعلاقة الزوجية، إلا أنه في الواقع لا يُعتبر كذلك، فاختلاف الزمان والمكان أدى إلى أن تخرج الفتاة للدراسة والعمل، فالطبيعي أن نرى هذا الانفتاح التكنولوجي الكبير ووسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، ووجودها في هذه الأماكن يجعل لها كينونتها ومكانتها ووجودها الفعال، وهذا ليس بالأمر المعيب، إنما المعيب هو أن تنسى المرأة دورها الأساسي كونها أماً ولها وظيفتها الرئيسية (الحمل، الولادة والعناية بالأسرة)، وأن الرجل هو القوام الذي يخرج للعمل وجلب المال اللازم للحياة، ولكن مع تغير الأزمنة وهذا الانفتاح، كل ذلك شجع المرأة ودفع طموحها للأمام، فنسيت دورها الأساسي (الأمومة، الزوجة، الأنثى، الأسرة)، وإن هذا النسيان إضافة إلى الاستقلال المادي لها يُشعر الرجل بالتهديد، ومن كثرة ما يسمع الناس محاضراتي عن عمل المرأة ومكانها الأساسي، بدأت التعليقات والانتقادات تأتيني بأنني أدعم دور المرأة في الأسرة، وفي نفس الوقت أدعم عملها خارج المنزل، وهذا أمر طبيعي، فالحياة تحتاج إلى عمل الطرفين؛ لأن تكوين أسرة ناجحة هادئة سليمة يدفع المرأة لمساندة زوجها والعمل خارجاً، إلا أن بعضهم يرفض عملها كما يرفض ارتداءها للعباءة الملونة، فكما اعتاد على عملها في المنزل اعتاد على لبسها العباءة السوداء، أما البعض الآخر فيفضل عمل المرأة التي تكون عوناً له على تأمين الحياة الجيدة المستقرة مادياً، فكل له وجهة نظره حول عملها خارج إطار الأسرة.
نستنتج مما سبق أن عمل المرأة الأساسي هو الأمومة والعناية بالأسر، ولكن مع التطور التكنولوجي والرغبة في تأمين الحياة بعيداً عن الضائقات المادية كان دفعاً لها لأن تخرج للعمل يداً بيد مع الرجل، وهذا ويجب ألا يزعزع كيان الأسرة، بل لا بد من التوفيق بين الأمرين، وأن يكون الهدف من العمل هو دعم الأسرة وليس ضياعها أو الانشغال عنها، فالأسرة هي المكون الأساسي للمجتمع.