مبيعات «الذيد للرطب» تتخطى حاجز المليوني درهم

اختتمت أمس الأول الأحد، فعاليات الدورة التاسعة من «مهرجان الذيد للرطب»، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة الشارقة بمركز إكسبو الذيد على مدار 5 أيام، شهد الحدث خلالها نجاحاً استثنائياً عزز مكانته كأبرز الأحداث الزراعية والتجارية في المنطقة، حيث استقطب أكثر من 30 ألف زائر، بزيادة 25% مقارنة بدورة العام الماضي، وحقق مبيعات تجاوزت مليوني درهم، وتوّج 110 فائزين في مختلف مسابقاته.
خلال حفل الختام، كرّم عبدالله سلطان العويس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، الفائزين بجوائز مسابقات المهرجان والجهات الداعمة، إلى جانب تكريم راشد خليفة المحيان رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في المنطقة الوسطى، والدكتور راشد المزروعي الباحث في مجال التراث، لجهودهما في إنجاح الحدث الذي شهد مشاركة واسعة من كبار مزارعي النخيل ومنتجي الرطب من مختلف إمارات الدولة، إلى جانب أكثر من 15 شركة زراعية متخصصة عرضت أحدث تقنيات الزراعة المستدامة.
رفع المساهمة
أكد عبدالله العويس، أن نجاح المهرجان يعكس ما تشهده الشارقة من نهضة زراعية نتيجة للرؤية الاستراتيجية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ضمن التوجه لرفع مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات لتصل إلى 19.3 مليار درهم بحلول العام الجاري، حيث تبرز المؤشرات الاقتصادية أن الشارقة حققت نمواً قياسياً في القطاع بلغ 19.1% عام 2023، لافتاً إلى أن التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص من العوامل المساهمة في تحقيق هذا النمو.
قيمة النخيل
أكد محمد أمين العوضي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة، أن أبرز نجاحات المهرجان على مدار 9 أعوام مساهمته في نشر المعرفة التراثية المتعلقة بزراعة النخيل ونقلها للأجيال القادمة، لأن هذا التوثيق والنقل للمعرفة يضمن استدامة التراث الزراعي الإماراتي وحمايته ودمج طرق الزراعة التقليدية بما يستجد في هذا القطاع من تطور تقني سريع له دور واضح في تحسين الإنتاج، ومن هنا فإن مهرجان الذيد للرطب شكل بوابة لمزارعي النخيل للتعرف إلى أحدث الابتكارات في الزراعة.
فيما قال محمد مصبح الطنيجي، المنسق العام، إن المهرجان يبرز أهمية الاستدامة في زراعة شجرة النخيل ومساهمة مجتمع الإمارة في الحفاظ على الهوية الإماراتية بإحياء الفعاليات التراثية المتنوعة إلى جانب المسابقات الزراعية.
وفي خطوة رائدة تعكس حرص اللجنة المنظمة لمهرجان الذيد للرطب، على تطوير آليات التحكيم والارتقاء بمستوى المنافسات، تم لأول مرة تطبيق نظام الذكاء الاصطناعي في مسابقة «مزاينة الرطب»، إحدى أبرز فعاليات المهرجان.
وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها على مستوى الدولة، وتجسد التزام مهرجان الذيد للرطب بالابتكار المستمر، وتقديم تجربة متكاملة ترتقي بتطلعات المشاركين والزوار، حيث جاء تطبيق هذا النظام المتطور بهدف تعزيز معايير الشفافية والدقة في تقييم عينات الرطب المشاركة، ولا سيما أنه يعتمد على تقنيات متقدمة لتحليل الجودة والمظهر والحجم واللون، وفق معايير محددة تضمن النزاهة والشفافية والكفاءة في عملية التحكيم لمسابقات المهرجان الرئيسية التي تضمنها الحدث، وهي مسابقات مزاينة الرطب، ومسابقة الليمون، والتين، ومسابقة الخرايف للأطفال، ومسابقة مزاينة رطب المنازل للنساء فقط، والتي حرص خلالها المتسابقون على تقديم أفضل أنواع الرطب والتمور من الإنتاج المحلي.
وأكدت اللجنة المنظمة، أن إدخال الذكاء الاصطناعي يأتي في إطار رؤية المهرجان لمواكبة التحول الرقمي، واستثمار التكنولوجيا في دعم المزارعين والمنتجين، وتطوير منظومة تقييم منتجات النخيل بما يعزز من مكانة المهرجان كمنصة وطنية رائدة في هذا المجال ويساهم في تحقيق التكامل بين التراث الزراعي العريق والتطور التكنولوجي.