مؤتمر “حل الدولتين” في نيويورك: أهم التصريحات فيه

اجتمع عشرات الوزراء في الأمم المتحدة الاثنين، لحضور مؤتمر يهدف لحث العالم على العمل نحو التوصل إلى حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن الولايات المتحدة وإسرائيل قاطعتا المؤتمر.
وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا في سبتمبر أيلول من العام الماضي عقد هذا المؤتمر في 2025. لكن المؤتمر الذي تشارك فرنسا والسعودية في تنظيمه تأجل في يونيو حزيران بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.
انطلق المؤتمر الوزاري الدولي لتنفيذ حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية)، مساء الاثنين، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، برئاسة سعودية فرنسية.
وفي كلمته أمام المؤتمر أكد فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودية، الاثنين، أن تحقيق الأمن بالشرق الأوسط يبدأ بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه، مطالباً بوقف الكارثة الإنسانية بقطاع غزة ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأضاف فرحان في كلمته، خلال انطلاق مؤتمر حل الدولتين في نيويورك، أن المبادرة العربية للسلام هي الأساس للحل العادل للقضية الفلسطينية، مشيراً لضرورة أن يدعم المجتمع الدولي جهود وقف الحرب في غزة.
وأكد الوزير السعودي على تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني، مثمناً عزم الرئيس لفرنسي إيمانويل ماكرون، الاعتراف بدولة فلسطين.
ودعا وزير الخارجية السعودي جميع المشاركين في مؤتمر حل الدولتين لتوقيع المذكرة الختامية للمؤتمر والهادفة لتنفيذ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال.
مصر: نطمح إلى تحقيق توافق دولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية
قال الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري: إن مؤتمر حل الدولتين يعقد في توقيت شديد الخطورة، مشيراً إلى أن مصر كثفت جهودها لإنفاذ المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
جاء ذلك خلال كلمته فىي المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، والذي تعقد فعالياته بمقر الأمم المتحدة بنيويورك الاثنين والثلاثاء.
وأكد عبد العاطي أن مصر تسعى جاهدة إلى تحقيق توافق دولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، موضحاً أنها جددت عزمها بالتعاون مع الشركاء لتنظيم مؤتمر إعادة إعمار غزة عقب وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي نعمل عليه بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، ونطمح إلى تحقيق توافق دولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
فلسطين: مؤتمر حل الدولتين «فرصة التاريخية«للجميع
من جهته، أكد دعا الدكتور محمد مصطفى، رئيس الوزراء الفلسطيني، أحقية الشعب الفلسطينية في دولته، معربا عن أمله في اغتنام»الفرصة التاريخية«المتمثلة في هذا المؤتمر لتحقيق هذه الغاية.
وأكد ضرورة وقف الحرب في غزة فورا، مطالبا حماس بتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية.
فرنسا: «لا يمكن القبول باستهداف المدنيين في غزة»
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو: «لا يمكن القبول باستهداف المدنيين في غزة»، مشيراً إلى أن الحرب في القطاع دامت لفترة طويلة ويجب أن تتوقف.
وتابع في كلمته في المؤتمر: «علينا أن نعمل على جعل حل الدولتين واقعاً ملموساً»، مبيناً أن حل الدولتين يلبّي الطموحات المشروعة للفلسطينيين، وأن مؤتمر حل الدولتين يجب أن يكون نقطة تحوُّل لتنفيذ الحل، وأضاف: «أطلقنا زخماً لا يمكن وقفه للوصول إلى حل سياسي في الشرق الأوسط».
الأمم المتحدة: «يمكن وقف هذا النزاع بإرادة سياسية حقيقية»
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن»حل الدولتين أبعد ما يكون الآن عن أي وقت مضى«، مشددا على أنه الإطار الوحيد المدعوم من المجتمع الدولي.
وقال غوتيريش «لنكن واضحين: ضم الضفة الغربية المحتلة تدريجياً غير قانوني ويجب أن يتوقف. والتدمير الشامل لقطاع غزة أمر لا يُطاق ويجب أن يتوقف».
وتابع: «الإجراءات الأحادية التي من شأنها تقويض حل الدولتين إلى الأبد غير مقبولة ويجب أن تتوقف»، داعيا إلى أن تكون القدس عاصمة للدولتين.
وتحدث ممثلون عن كندا والبرازيل والمكسيك وإسبانيا ودول عدة، فأكدوا ضرورة وقف الحرب في غزة، وتبني حل الدولتين كإطار لحل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويهدف المؤتمر إلى طرح مسار زمني يؤسس لدولة فلسطينية ذات سيادة، ويُنهي الاحتلال على أرضها على أساس حل عادل ودائم، وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الأممية ذات الصلة، كما يركز المؤتمر خلال أيام انعقاده على الإجراءات العملية لدعم التسوية السلمية بشكل عاجل، ووضع أسس حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يوقف دائرة العنف المستمرة في المنطقة، ويسهم في استقرار أمنها الإقليمي، وينهي معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، ويُعيد إليه حقوقه المشروعة في تجسيد دولته الفلسطينية المستقلة.
مقاطعة أمريكية إسرائيلية
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة لن تحضر المؤتمر في الأمم المتحدة، واصفاً إياه بأنه ‘هدية لحماس، التي تُواصل رفض مقترحات وقف إطلاق النار التي قبلتها إسرائيل، والتي من شأنها أن تُفضي إلى إطلاق سراح الرهائن وتحقيق الهدوء في غزة’.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن صوتت ضد دعوة الجمعية العامة العام الماضي لعقد المؤتمر، وأنها ‘لن تدعم أي إجراءات تقوض آفاق التوصل إلى حل سلمي طويل الأمد للصراع’.
وقاطعت إسرائيل أيضا المؤتمر.
وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون الاثنين ‘هذا المؤتمر لا يدعو لحل، وإنما يعمق الوهم. فبدلا من المطالبة بالإفراج عن الرهائن والعمل على تفكيك حكم حماس، يجري منظمو المؤتمر مناقشات وجلسات عامة منفصلة عن الواقع’.
وتؤيد الأمم المتحدة منذ فترة طويلة رؤية دولتين تعيشان جنبا إلى جنب ضمن حدود آمنة ومعترف بها، ويريد الفلسطينيون دولة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي جميع الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.