لحظة مؤثرة: وداع فيروز لابنها زياد الرحباني

متابعات: «الخليج»
في مشهد إنساني مؤثر، اختارت الفنانة اللبنانية فيروز توديع نجلها زياد الرحبانى بمفردها، حيث جلست أمام النعش دقائق طويلة بصمت ثقيل، ثم خرجت بهدوء إلى صالون كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة، بكفيا، الكنيسة، لبدء استقبال المعزين.
جنازة زياد الرحباني.. حشود في الحمرا وانتظار في بكفيا
تجمع مئات اللبنانيين أمام مستشفى خوري في منطقة الحمرا، حيث تحرك منها جثمان زياد الرحباني إلى بلدة المحيدثة، تمهيداً لتشييع جنازته عصر الاثنين، ودفنه في مدفن خاص بمنزل والدته في منطقة الشوير.
رافق النعش تصفيق طويل، وزغاريد، ونثر للزهور، بحسب وسائل إعلام لبنانية، كما حضر عدد من الفنانين والمثقفين وأصدقاء الراحل، إلى جانب شخصيات سياسية ونقابية، للمشاركة في وداع زياد الرحباني.
سبب وفاة زياد الرحباني.. عزلة نفسية أنهكت الجسد
توفي زياد الرحباني عن عمر ناهز الـ 69 عاماً، بعد أزمة صحية مفاجئة أنهت سنوات طويلة من الإبداع، وكان يعاني مشاكل مزمنة في القلب والجهاز التنفسي.
رفض الرحباني الخضوع للعلاج في الفترة الأخيرة، وتزايدت عزلته النفسية، ما أثّر في حالته الجسدية.
وقال وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة: «كنا نخاف من هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة، زياد لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها».
فيروز وزياد.. شراكة موسيقية خالدة
بدأ التعاون بين زياد الرحباني ووالدته فيروز عام 1973 بأغنية «سألوني الناس»، وشكّل نقطة تحوّل في مسيرة فيروز، خصوصًا بعد انفصالها عن عاصي الرحباني.
كتب زياد أكثر من 30 أغنية لوالدته، منها:
«البوسطة»، «إيه في أمل»، «كيفك إنت»، «مش كاين هيك تكون»، «معرفتي فيك»، وغيرها من الأعمال التي مزجت بين الجاز والموسيقى الشرقية، وقرّبت فيروز إلى أجيال جديدة.
ورغم فترات من التباعد بينهما، أنهت مكالمة هاتفية خلافاتهما، لتعود العلاقة إلى طبيعتها قبل سنوات من وفاته.
حزن رسمي في وداع زياد الرحبانى
نعى الرئيس اللبناني جوزيف عون، الفنان الراحل بكلمات حملت كثيراً من التقدير، وقال في بيان رسمي: «زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، وضميراً حياً، كتب وجع الناس، وعزف على أوتار الحقيقة من دون مواربة».
وأضاف الرئيس عون: «كان امتداداً طبيعياً للعائلة الرحبانية التي أعطت لبنان نذر الجمال والكرامة، قلوبنا مع السيدة فيروز في هذا المصاب الجلل، ومع العائلة الرحبانية الكريمة».